وتكيف، وهو أول عالم التركيب وكان استوائه عليه من العماء وهو عرش الحياة وهو عرش نسبى ليس له وجود الا بالنسبة وجعل له سبحانه حملة ثمانية يحملونه يوم القيامة - واما اليوم فيحمله منهم أربعة - 585 - 4 الأول على صورة إسرافيل والثاني على صورة جبرائيل والثالث على صورة ميكائيل والرابع على صورة رضوان والخامس على صورة مالك والسادس على صورة آدم والسابع على صورة إبراهيم والثامن على صورة محمد عليه وآله وعليهم السلام، وهذه صور مقاماتهم لا صور نشئاتهم.
586 - 4 قال ابن مسرة الجيلي: فإسرافيل وآدم للصور وجبرئيل ومحمد للأرواح وميكائيل وإبراهيم للارزاق ورضوان ومالك للوعد والوعيد، وعمر سبحانه هذا الفلك بالملائكة الحافين وهم الواهبات، وهنا مقام إسرافيل وهم فم القرن ومن هنا سمع الرسول صلى الله عليه وآله صريف الأقلام وهنا نزل الوقوف، ومن هنا غلبت عليه حال الفناء وتجرد عن عالم التركيب ونودي بصوت علي بن أبي طالب عليه السلام:
قف قد ان ربك يصلى، ثم تلا عليه: هو الذي يصلى عليك (عليكم) وملائكته (43 - الأحزاب) وهو أحد الحجب الثلاثة تلقى بين أهل الجنة وبين الحق إذا جمعوا للرؤية، والفلكان بعده.
587 - 4 قال: ثم أدار الفلك الاخر وسماه الكرسي وهو في جو العرش كحلقة ملقاة في فلاة، وخلق بين هذين الفلكين عالم الهباء وعمر الكرسي بالملائكة والمدبرات وأسكنه ميكائيل، وتدلت عليه القدمان، فالكلمة واحدة في العرش، لأنه أول عالم التركيب وظهر لها في الكرسي نسبتان، لأنه الفلك الثاني، فعبر عنهما في الوجود بالقدمين، وعن هذين الفلكين تحدث الاشكال الغريبة في عالم الأركان، وعنهما يكون خرق العادات