انضم إلى ما سبق حضوره مع الحق في فعله، بحيث يضيف الشهود والعمل والإضافة إلى الحق لا إلى نفسه، فهو العبد المخلص. وان ظهرت عليه احكام هذا المقام والذي قبله - وهو مقام فبي يسمع - غير مقيد بشئ منها ولا بمجموعها، مع سريان حكم شهوده الاحدى في كل مرتبة ونسبة دون الثبات على أمر يعينه بل ثابتا في سعته في كل وصف وحكم عن علم صحيح بما اتصف به وبما انسلخ عنه في كل وقت وحال دون غفلة وحجاب، فهو الكامل في العبودية والخلافة والإحاطة والاطلاق، حققنا الله تعالى وسائر الاخوان بهذا، تم كلامه.
574 - 4 لذا قال في التفسير في موضع آخر: مرتبة كنت سمعه وبصره أول مقام الولاية وبعده خصوصيات الولاية التي لا نهاية لها، بل بين مرتبة كنت سمعه وبصره وبين مرتبة الكمال المختص بأحدية الجمع مراتب كثيرة من مراتب الولايات العامة والخاصة والنبوات العامة والخاصة، والخلافات كذلك، ومرتبة الكمال فوق الكل، فما ظنك بدرجات الأكملية التي هي وراء الكمال؟ وما بعد استخلاف الحق والاستهلاك فيه عينا والبقاء حكما - مع الجمع بين صفتي التمحض والتشكيك - مرمى لرام، وكل من تحقق بالكمال علا على جميع المقامات والأحوال. والسلام.
575 - 4 وقال في وضع اخر منه: ومنتهى كل ذلك بعد التحقق بهذا الكمال التوغل في درجات الأكملية، توغلا يستلزم الاستهلاك في الله، استهلاكا يوجب غيبوبة العبد في غيب ذات ربه وظهور الحق عنه في كل مرتبة من المراتب الإلهية والكونية في كل حال وفعل مما ينسب إليه من حيث كماله الإلهي أو ينسب إلى ربه من حيث هذا العبد، ومن حصلت له هذه الحالة وانتهى إلى أن علم أن نسبة الكون كلية إليه نسبة الأعضاء إليه والقوى إلى صورته، وتعدى مقام السفر إلى الله ومنه إلى خلقه، وبقى سفره في الله لا إلى