المرتبة الخامسة الجامعة لوجوهه الأربعة المختصة بالانسان، ليظهر بصورة الكل اخرا في مقام الجمع الاحدى الذي لا تتعين قبله أولية ولا غيرها وله العماء - وقد مر - 536 - 4 ويمكن ان يقال في توجيه هذا المقام: النكاح الأول الذي هو اجتماع الحقائق في المرتبة الروحية لتوليد الأرواح النورية ينتهى عند مرتبة الهباء والطبيعة من حيث ذواتها الكلية، وان لم ينته من حيث جزئياتها التي هي نسبها وأشعتها المنتشئة منها عند حدوث كل قابل واستعداده الجزئي المجعول، وكذا النكاح الثاني الذي هو اجتماع الأرواح النورية لتوليد الصور المثالية والأجسام البسيطة ينتهى عند تعين فلك الكواكب من وجه دون وجه، لان ما بعده من السماويات والأركان مركب من وجه - وإن كان بسيطا من وجه - بدليل ما ذكر الشيخ قدس سره في التفسير كما نقلناه قبل من تقسيم العالم، حيث جعل السماوات السبع والاسطقسات الأربع مما توسط بين ما غلب عليه حكم الروحانية كالعرش والكرسي وبين ما غلب عليه نسبة الجمع لكمال الظهور التفصيلي كالمولدات الثلاث بعد ما جعل هذه الثلاثة أقسام المتوسط بين ما غلب عليه طرف الوحدة والبطون - كالأرواح - وبين ما غلب عليه طرف الكثرة والظهور - كتفاصيل الأجسام المركبة - فعلى هذا قولنا: بوجه دون وجه، يكون قيد الانتهاء لا قيد الأولية والثانوية، غير أن ذكر القسم الثالث بلفظ الرابع ايماء إلى اعتبار نكاح الأسماء الذاتية في الغيب لتوليد الصورة الوجودية وحضرة العماء.
537 - 4 واعلم أيضا ان الشيخ قدس سره ذكر في تفسير البسملة: انه لما تعينت مراتب الأسماء في الحضرة الجامعة وتوجهت لاظهار مظاهرها وما به يتم كمالها، اعقب ذلك ظهور صورة الوجود العام بالرحمن وجاء بصيغة المبالغة - لعدم توقف عمومه على شرط عملي أو سعى تعملي - بخلاف غيره من الأسماء، وظهور مثاله ومستواه الذي هو العرش المحيط وأول الصور الظاهرة مناسبا للمستوى عليه في الإحاطة وعدم التحيز، تنبيها على أن المظهر مع كونه صورة مجسدة مركبة، ليس له مكان، فلان يكون المستوى الذي جعله