465 - 4 وقيل: قيام الصفات بالمثال المعلق تخييلي لا تحقيقي ويحتمل معنيين: ان لا يكون مثال الصفة موجودا الا ويتخيل وجوده للغير. وأن يكون موجودا في نفسه قائما بذاته ويتخيل قيامه بغيره، فمثال صفة المعلق قد يكون ذاتا ويتخيل انه صفة، وقد لا يتخيل انه صفة، بل هو كما في نفسه، ومنه تجسد الأعمال والأخلاق.
466 - 4 فان قلت: الاشتراك بين المثالين معنوي أم لفظي؟
467 - 4 قلت: بل معنوي، لان المثال مطلقا ما يوجد في الخارج من نوع أو شخص هو جسم أو جسماني قائما بذاته، عديم الوضع الحسى، مجردا عن المواد الحسية، وهذا مشترك بين العقلي والخيالي والمثال القائم بنفسه وبغيره، بالصور الحاصلة في الخيال والمرايا مطابقة للمثال المعلق، لذا يقال إنه زيد، والحاصلة في العقل من النوع مطابقة لمثالها الإفلاطوني هي السبب في اشتراك مثال النوع بين اشخاصه، وذلك المثال هو ماهية النوع على الرأي المشهور أو مشابهه على رأى صاحب الاشراق. وزعم أن اجماع الأنبياء وأساطين الحكماء ومشايخ الصوفية منعقد على وجود المثالين وشهودهما، غير أنه أول قولهم: ان رب النوع كلي ذلك النوع، بان المراد ان نسبة رب النوع إلى جميع اشخاصه على السواء في اعتنائه بها ودوام فيضه عليها، لا انه مشترك بينها، فان العاقل كيف يقول بوجود المجرد في مواد كثيرة واشخاص مادية لا تحصى؟ فكأنه بالحقيقة هو الأصل والنوع المادي فرعه وقالبه، والأنواع في اختلاف أعضائها وتخاطيطها وتنوع نقوشها تحذو حذو أمثلتها النورية - وأمثلة الذوات عالمة بالصفات - 468 - 4 فان قلت: العضو والوضع والتخطيط والنقش للشخص لا للنوع.
469 - 4 قلت: اشخاصها لاشخاصه، واما ماهياتها فللنوع، وقيام النوع بالمادة لنقصه في ذاته، وقيام مثاله النوري بذاته لكماله في جوهره.
470 - 4 قال بعض المتحذلقين: وهذا القول يرجع بالحقيقة إلى نفى المثل، فإنه تأويل لقول مثبتيها بما يطابق أصول لفاتها، فان النفاة قائلون بان مجردا يدبر أمورا متكثرة وانما ينفون بمعنى ان معنى متكثرا يوجد بدون الكثرة وبدون التصور العقلي.