471 - 4 ثم قال: وأقول القول بوجود المثل - كما سيظهر في ضمن أدلته - يقتضى ان لا يكون كل كلي مجرد في نفسه عن المادة وعن علائقها بحيث لا يوجد الا في ضمن الجزئيات حتى يكون وجوده بالعرض ووجودها بالذات، بل الامر بالعكس، هذا ما قالوا في تحرير المبحث.
472 - 4 وأقول: أهل الاشراق وكل من تبعهم من أهل النظر في إثبات المثل العقلية التام التجريد التي لا وضع ولا تخطيط لها أصلا والمثل الخيالية الناقص التجريد التي لها وضع وتخطيط وتشكيل ما - لكن خيالي لا حسي - مصيبون في المدعى على هذا التوجيه الأخير، لكن لا بد من صرفه إلى ما حقق محققوا المشايخ بما مر من الأصول السابقة واللاحقة: فمنها ان ماهية كل شئ كيفية ثبوته في علم الله تعالى وانها ثمة غير موجودة في نفسها، حيث لا يعرف نفسها وغيرها، بل بالوجود العلمي الأزلي - وإن كانت حادثة بالنسبة إلى العلم الكوني - 473 - 4 ثم إن النسب الأسمائية الإلهية بحسبها تركبها بتركبها، فيستعد المركب لان يجد النفس الرحماني به نشأة روحانية، فيتعين بها أسماء اخر تركب الأرواح والروحانيات لتوليد الصور المثالية، وذلك إذا كان توجهها من حيث مظاهرها المثالية، فكل موجود حسي له في ذوق تحقيق المشايخ روحانية، وكل موجود مثالي أو روحاني له مادة وصورة تليقان بمرتبته، لان الموجودات في الحقيقة صور التجليات الإلهية النفسية الرحمانية، فيكون تجرد الروح أو المثال عن المادة الجسمية لا عن المادة مطلقا، ويكون التفاوت بين المراتب الكلية أو الجزئية لتفاوت النسب التعينية المسماة - باعتبار امتيازها النسبي عن ذات الوجود وانتسابها إلى القوابل - خلقا، وموجوديتها انتسابها إليه وكونها صفاته وصور نسبه، وكذا تباينها لتباين التعينات.
474 - 4 اما التعينات الجزئية لماهية متعينة كلية: فنسب وصفات لتعينها الكلى، ولا مباينة بين الصفة والموصوف فيجوز اجتماعهما - ولو في الصدق الخارجي -