ظاهرة أو باطنة (1) بحسب اعتقاد معتقد أو شهود شاهد فهو ممن استشعرت نفسه بغايته، ومن لم يبق له في العالم من كونه عالما رغبة ولا في حضرة الحق لأجل انها مصدر للخيرات وسبب لحصول المرادات وتعدى مراتب الأسماء والصفات لشعوره باطلاق الحق وعدم انحصاره في شئ منه أو في كل بل أدرك بالفطرة الأصلية الذاتية دون تردد ان له مستندا في وجوده واقبل بقلبه وقالبه عليه مواجهة تامة وجعل حضوره معه على نحو ما يعلم سبحانه نفسه بنفسه في نفسه، لا على نحو ما يعلم نفسه في غيره أو يعلمه غيره، فإنه يصير حاله حينئذ جامعا بين السفر إلى الله ومنه وفيه (2)، فهذه الحالة أول أحوال الحيرة الأخيرة التي يتمناها الأكابر، بل يرتقون فيها أبد الآباد - دنيا وبرزخا وآخرة - هذا كلامه.
917 - 3 وفي (3) مناجاته التي في آخر مفتاح الغيب بقوله: اللهم ان المحامد وغيرها من نعوت الجلال... إلى آخره، إذ كل ما أسنده فيها إلى الحق سبحانه فهو جهة ارتباطه بالعالم، وكل ما أثبته للحقائق فهو جهة ارتباط العالم ثم ختمها (4) بمعرفة الكمل منه وتفويض الامر كله إليه بالاستخلاف كما قال عليه وآله السلام: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، لما أنه قال في التفسير (5): وما (6) بعد استخلاف الحق والاستهلاك فيه عينا والبقاء به حكما مرمى لرام.
918 - 3 ثم نقول: ولهذا السر الذي قلنا وهو ان متعلق المعرفة منا انما هو مرتبة الحق التي هي الألوهة المستجمعة للنسب الأسمائية التفصيلية، أمر الحق سبحانه نبيه (ص) بطلب