فكل أمر يصدر منه أو يرد عليه لا بد ان يكون له نسبة إلى كلتا المرتبتين - لعدم انفكاكهما (1) - فعليه ان يحضر ويخلص نسبة كل إليها ويحذر من التعمل في الاسناد (2) إلى نفسه، بل التعمل مطلقا في كل خير وشر، اللهم الا من حيث مرتبتي الشرع والطبع وبلسانهما، مع عدم الغيبة عن النسبة الأصلية إلى مرتبة الإلهية الأحدية، والمستخلص (3) من كل جمعية كانت ما كانت، ما (4) يختص من الحكم بكل حقيقة من الحقائق الكونية والإلهية ليلحق الفرع بالأصل بتمييز تام برئ (5) من التخليط، (6) فهو المتحقق بمقام الاخلاص الذي ليس عليه للشيطان سبيل. هذا كلامه.
914 - 3 أقول: فإلى قوله: إلى مرتبة الإلهية الأحدية، بيان للتخلق بمقام الاخلاص ومن قوله: والمستخلص... إلى آخر قوله بيان للتحقق به.
915 - 3 واما بالتحقق بها: وذلك عند تمكن ذلك (7) إلى حد يكون اختياره مستهلكا في اختيار الحق، وأول مراتب الكمال فيه ما أشار إليه الشيخ قدس سره في التفسير: ان كل انسان فقير بالذات وطالب دائما ومتوجه إلى ربه من حيث يدرى ومن حيث لا يدرى.
916 - 3 اما أهل الله فطالبون بالذات والفعل والحال، فمن تعينت له وجهة مقيدة (8)