الغالبة، لكن لا من حيث هو، بل من حيث مرتبة الألوهة، فلذلك فهم التوحيد من كلمة الشهادة وصح القول بعلميته في الجملة من الخليل وسيبويه من أئمة العربية ومن أبي حنيفة والشافعي والغزالي والامام الرازي وأبى زيد البلخي وغيرهم من علماء الشريعة والنظار.
869 - 3 فان قلت: لم لا يجوز ان يسمى الحق نفسه باسم يدل على ذاته بالمطابقة ويعرفنا بذلك، فنعرف ذلك الاسم وحكمه بتعريفه - وان عجزنا عن تصوره وتصويره -؟
870 - 3 قلنا: لا يجوز نقلا وعقلا. اما نقلا: فلان قول أكمل الخلائق ومن منح علم الأولين والآخرين في دعائه: أو استأثرت به في علم غيبك مما (1) يستروح منه (2)، ان السؤال من الحق عز أسمائه وأحقها نسبة إليه آكد في أسباب الإجابة ونيل المراد، وذا هو ما كملت دلالته عليه، وحيث لم نجد ذلك دل على عدم ظهوره من الحق.
871 - 3 واما عقلا: فلان تعريف الحق إياه لا يمكن ان يكون بدون واسطة.
872 - 3 فشرعا: لقوله تعالى: وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا... الآية (51 - الشورى).
873 - 3 وذوقا: لان أقل ما يتوقف عليه الخطاب حجاب واحد هو نسبة المخاطبة والخطاب من لوازم التجلي، والتجلي لا يكون الا في مظهر ومنصبغا بأحوال المظاهر، والمخاطب مقيد باستعداد خاص ومرتبة وروحانية وحال وصورة وموطن وغير ذلك، ولكل منها اثر فيما يرد من الحق، فلا يصح ادراكنا له الا بحسبنا (3)، وهذا السؤال مع جوابه مستنبط من تفسير الفاتحة.