775 - 3 واما الممزوج بالتعمل فقسمان كليان: التعرض بالمحبة والتعرض لا بها.
والأول يلازم الفقر لا محالة، فاما فقر مطلق واما فقر مقيد.
776 - 3 وأهل المحبة على درجات: فأهل الدرجة الأولى هم المتعرضون للحق بصفة المحبة الخالصة المطلقة - لا من حيث علمهم به أو اخبار أحدهم لهم عنه - بل لا يعرفون لم يحبونه ولا يتعين لهم مطلوب ما منه، وهذا تعرض يوجبه مناسبة أصلية ذاتية يشبه ما لا تعمل فيه ولا يمتاز عنه الا بوجد ان ميل وانجذاب واشتياق لا يقدر على دفعه ولا يعرف له سبب معين ولا يدرى لم ولا كيف، وهذه هي المناسبة الذاتية.
777 - 3 واما الفقر المقيد: فمنه التعرض بالمحبة لأمور معينة جمعا أو فرادى، كالعلم به أو شهوده أو القرب منه، وهو أول درجات الفقر المقيد.
778 - 3 ويليه التعرض بالمحبة لا بما من الحق من الأمور المذكورة، بل لمطالب أخرى مخصوصة جمعا أو فرادى، كالظفر بأسباب السعادة من حيث تشخصها في ذهنه بموجب اخبار الصادق أو الاطلاع من بعض الوجوه، ولهذا القسم على تفاصيله الكثيرة حكم واحد هو طلب جلب المنافع ودفع المضار عاجلا وآجلا، موقتا أو غير موقت، ويندرج فيه أنواع المرغبات والمرهبات، ومتعلقه طلب استكمال متوقف على تحصيل مطلب أو مطالب، والقسم الذي لا بالمحبة هو التعرض بصور الوسائل كالأعمال والتوجهات وصور الأدعية وأمثال ذلك، وليس للتعرض مرتبة كلية غير ما ذكرنا. تم كلامه.
779 - 3 ثم نقول: وهذا الامر المشار إليه وهو التعين الحاصل لكل موجود من اقتران (1) الوجود بماهية المسمى ذلك الاقتران بالموجودية والوجود الإضافي ذو وجهين، وإن كان من حيث هو هو أمرا واحدا ممتازا عن أمثاله.
780 - 3 أحدهما وجه نسبته إلى الوجود الحق والاخر وجه نسبته التعينية الحاصلة من