الحق على ما سواه، وعلى ذلك طول زمان المجالسة وقصره وتفاوت الشرف (1) فيما يخاطبون به.
759 - 3 واما حال الكمل - متعنا الله بهم - فبخلاف ما ذكر، فإنهم قد تجاوزوا حضرات الأسماء والصفات (2) والتجليات الخصيصة بها إلى عرصة التجلي الذاتي، فهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله بقوله: صنف من أهل الجنة لا يستر الرب عنهم ولا يحتجب، وذلك انهم غير محصورين في الجنة وغيرها من العوالم والحضرات، وان ظهروا في ما شاؤوا من المظاهر منزهون عن جميع القيود كسيدهم (3)، بل هم معه أينما كان وحيث لا أين ولا حيث ولا جرم ولا حجاب ولا انتقال لزيارة ولا انتهاء لحكم وقت أو اسم أو صفة، فافهم وتمن ان تلحق بهم أو تشاركهم في بعض مراتبهم العالية.
760 - 3 واما المناسبات بين الناس من جهة المراتب البرزخية فانموذجها المنبه على تفاصيلها لمن لم يكشفها هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله في حديث الاسراء ورؤيته آدم في السماء الدنيا وان على يمينه اسودة السعداء من ذريته وعلى يساره اسودة الأشقياء من ذريته، وانه إذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن يساره بكى.
761 - 3 فهذا إشارة إلى مراتب عموم الأشقياء والسعداء، وأهل الشقاء هم الذين لم يفتح لهم أبواب السماء حال الموت ولهم مراتب، أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن أرواح بعض الأشقياء انها تجمع في برهوت (4)، فمبدأ مراتبهم من مقعر سماء الدنيا الذي فيها آدم وانزلها ما ذكره (ص) (5)، ومراتب عموم السعداء في برزخ السماء الدنيا على درجات متفاوتة يجمعها مرتبة واحدة، ومراتب أهل الخصوص منهم ما أشار (ص) إليه في حديث الاسراء بعد ذكره آدم من أن عيسى في الثانية ويوسف في الثالثة وإدريس في الرابعة