الطبيعية وجواهرها المزكاة المكتسبة صفات الأرواح، فهي أيضا انما تظهر بحسب روحانيتها وقواها وخواص مظاهرها المثالية، ومنازل أهل الجنة مظاهر مراتب الأرواح من حيث مكاناتها (1) عند الحق ومن حيث مظاهرها المثالية الأولى، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله: يا علي قد ان قصرك في الجنة في مقابلة قصرى، (2) وقال (ص) في حق العباس قريبا من ذلك.
756 - 3 واما سوق الجنة (3) المشتمل على الصور الانسانية المستحسنة التي يتخير أهل الجنة التلبس بما شاؤوا منها، فمن بعض جداول عالم المثال المطلق، الذي هو معدن المظاهر وينبوعها، وهو مجرى المدد الواصل من عالم المثال إلى مظاهر أرواح أهل الجنة، و (4) منشأ مآكلهم ومشاربهم وملابسهم وكل ما يتنعمون به في أراضي مراتب أعمالهم واعتقاداتهم واخلاقهم وصفاتهم ودرجات اعتدالاتهم.
757 - 3 واما الخلع والتحف التي تأتى بها الملائكة من عند الحق إلى جمهور أهل الجنة حال حملهم إياهم إلى كثيب الرؤية لزيادة الحق ومجالسته، هي مظاهر احكام الأسماء والصفات التي يستند إليها الزائرون في نفس الامر ولها درجة الربوبية عليهم - وان لم يعلموا ذلك - ومتى ظهرت سلطنة الأسماء والصفات التي تقابل احكام تلك الأسماء المقتضية للاجتماع، انتهى احكامها وظهرت الاحكام القاضية بالامتياز، فحصل البعد والحجاب، فعند ذلك يقول الله تعالى للملائكة في أواخر مجلس الزيارة: ردوهم إلى قصورهم.
758 - 3 واما تفاوت مراتبهم حال المجالسة مع الحق فهو بحسب تفاوت مراتبهم في نفس الحق وبحسب صحة عقائدهم في الله ومشاهداتهم الصحيحة وايثارهم فيما قبل (5) جناب