متفاوتة الكمية، وذا في عالم الحس، واما أمثلتها الظاهرة في عالم الخيال والمثال المتصل بالانسان أو في عالم المثال المطلق والخيال المنفصل عنه من وجه وإن كان متصلا به من جهة جمعية الانسان وبواسطة ان خياله المتصل جدول منه، سواء كانت تلك الأمثلة أمثلة الصور الروحانية عندما يتجسد فيه الأرواح أو أمثلة الصور الجسمانية حيثما يتروح فيه الأجساد، وسواء كانت تلك الأمثلة لصور متحققة في الخارج يحكيها الخيال أو المتحقق في الخارج مفرداته والخيال يحكيها ويركبها، وكل من تلك المحسوسات والمتخيلات فكثرتها محسوسة ووحدتها معقولة - ان حصلت بترتيب المبادى - والا فمحدوسة، وكل ما هو كثرة محسوسة فهي ليست نفس الوجود الحق، لأنه واحد من كل وجه، بل هي احكام الوجود، أي الموجوديات، وصور نسب علمه وصفاته اللازمة من حيث اقترانه بكل عين وماهية حكم بالموجودية عليها - لسر ظهور الوجود فيها (1) - لكونها مرآة له وظهوره بها، لتوقف تعينه عليها بالشرطية وعلى مرتبتها بالشرطية أو العلية كما مر، وظهوره لها، أي لان يكون الوجود مرآة لأحوالها وظهوره بحسبها، أي بقدر قابليتها له.
388 - 3 واما الثاني: فلان ادراك الانسان انما يصح ويتحقق له من جهة كثرته، وكل ادراك شأنه ذلك لا يتعلق بالواحد من كونه واحدا، اما الصغرى فلما مر ان الشئ لا يدرك الا من جهة كونه حقيقة متصفة بالوجود والحيوة وقيام العلم به والإرادة وثبوت المناسبة بينه وبين ما يروم ويطلب ادراكه، مع ارتفاع الموانع من ادراكه، فيتعذر ادراكه من حيث وحدته، وإن كانت الأحدية الجمعية الإلهية سارية إليه كما مر من نص الفكوك: ان لكل موجود محقق، أحدية تخصه سارية من هذه الأحدية، اللهم الا بجهة خاصة من وجوه قلبه وعينه الثابتة في حضرة غيبه، فإنه بأحدية تلك الجهة يحصل له معرفة الحقائق البسيطة بالكشف كما مر فيما أسلفناه.