مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ١٤٣
234 - 3 وإذا تقرر هذا فنقول: من كان له هذا الكمال لذاته من ذاته، فإنه لا تنقص بالعوارض واللوازم الخارجية في بعض المراتب بمعنى انها لا تقدح في كماله بحيث يكمل بها - كالخالقية بالمخلوق - بل قد يظهر بها في بعض المراتب وصف الأكملية، ومن جملتها معرفة ان هذا شأنه (1) هذا كلامه.
235 - 3 واما عدم جواز القياس، فلان كل مظهر هو صورة حقيقة مخصوصة ومستند إلى اسم مخصوص من أسماء الله تعالى، يكون ظهور احكام حقيقته ومرتبته فيه كمالا له، وإن كان بالنسبة إلى من لا يلائمه مذمة ونقصانا وعدم ظهورها أو الخلل فيها بالعكس، كالهداية للأنبياء والأولياء والكاملين، والشيطنة للشياطين، وكل منهما لكونه كمالا نسبيا - أي بالنسبة إلى خلق ما لا إلى من يقابله أو يضاده - يكون منشأ المحمدة والمذمة خصوصية محله التي منها الملائمة وعدمها، فمن لا يكون له خصوصية الاقتضاء بل يكون بذاته مستغنيا عن الكل وبحسب شروطه مقتضيا للكل، يكون كل في محله مقتضى حكمته ودليل قدرته وفضيلة حيطته وآية كماله مع فرط نزاهة جلاله، فالقياس مع فارق علة الخصوصية وعدمها، والملائمة أو عدمها قياس مع وجود الفارق أو عدم الجامع.
236 - 3 توضيحه: ان صاحب كمال الحيطة واستيعاب الوجوه للوجود لو لم يوصف بوصف مظهر من مظاهره كان قادحا في سعة إحاطته وكان الوصف له كمالا، غير أن الموصوفية به - لكونه من فضائل الكمال المستوعب - غير الموصوفية لا بذلك الوجه (2)، والمتغاير ان حكمهما من حيث الغيرية متغايران، فالمتصف بخصوصية النسبة لو قيس على المتصف به بمقتضى الإحاطة الكمالية أو بالعكس لكان قياسا مع التفاوت الفاحش في المعنى

(1) - قوله: الأكملية، أي في مقام الظهور على بعض الوجوه واما على وجه استهلاك الكل كما هو شأن كل موجود ومظهر بالنسبة إلى الظاهر فليست الأكملية الظهورية أيضا، بل على وجه أحدية جمعه للكل واخذ كل النواصي بمقام أحديته وربطه الخاص مع كل موجود ليس التفوه بالأكملية الظهورية في محله - خ (2) - فان نسبة الكمال إلى الظاهر ذاتية حقيقة ونسبة التعين والنقص إليه عرضية مجازية - وإن كان الكل منه وإليه - ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وإن كان الكل من عند الله - خ
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست