أحدية جمع لا يتعقل ورائها جمعية ولا نسبة ولا اعتبار، والتحقق بشهود هذه الصفة ومعرفته تماما انما يكون بمعرفة ان الحق في كل متعين قابل للحكم عليه بأنه متعين بحسبه، مع العلم بأنه غير محصور في التعين وانه من حيث هو غير متعين حال الحكم عليه بالتعين - لقصور (1) الادراك - وهذا هو صورة علمه بنفسه.
221 - 3 وحقيقة الخلق عبارة عن صورة علم ربهم بهم، وصفتهم الذاتية الفقر المثمر لمطلق الغنى ليس كل فقر (2)، فافهم، تم كلامه.
222 - 3 فان قلت: فمرتبة الوجود التي هي المؤثر لا شك انها غير الحق سبحانه، فتكون اثرا، فلا بد لها من مرتبة أخرى (3)، وهلم جرا، بل جميع المراتب المؤثرة لا بد لها من مرتبة مؤثرة فهي خارجة وداخلة معا وهو محال، فلا بد ان يكون المؤثر فيها غير المرتبة.
223 - 3 قلت: المراتب كلها (4) أمور معقولة غير موجودة في أعيانها، فلا تحقق لها الا في العلم - كاعيان الممكنات قبل انصباغها بالوجود العام المشترك - وبذلك تتميز (5) من الأرواح والصور التي لها وجود في أعيانها - بخلاف المراتب والنسب الأسمائية - فتسقط مطالبة المؤثر فيها، وإذا لم يكن الأثر الا للمرتبة (6) المعقولة الباطنة أو باعتبارها (7)، فلا اثر لشئ في شئ الا لباطن في ظاهر، حتى لو أضيف إلى ظاهر لغموض سر الباطن وصعوبة ادراكه بدون الظاهر، فمرجعه في الحقيقة إلى أمر باطن منه (8) أو فيه.