علمنا أن مليون حالة اجهاض (غير تلقائي) تتم في الولايات المتحدة كل عام.. وفي إسبانيا والبرتغال مليون وفي بقية أوروبا الغربية مليون.. وفي اليابان بضعة ملايين وفي روسيا وأوروبا الشرقية عدة ملايين وفي الصين كذلك.. أدركنا أن عشرات الملايين من الأنفس تزهق في كل عام في مختلف أرجاء العالم كوسيلة من وسائل منع النسل وتحديده.
ز) الرضاعة:
ان الرضاعة هي أحد العوامل القديمة والهامة في تحديد النسل..
فالمرضع عادة تتوقف عادتها الشهرية.. ويمتنع المبيض نتيجة الارضاع عن افراز بويضته المعهودة في كل شهر.
وقد قرر الاسلام حق المولود في الرضاعة حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة.
ومع هذا فان هذه القاعدة والسنة تنخرق كما تنخرق بقية السنن والقواعد أمام الإرادة الإلهية الطليقة المشيئة.. وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك قد يضر الجنين إذا حملت به أمه وهي مرضع فنهى عن وطئ الغيلة.. وقال " إن وطئ الغيلة قد يدرك الفارس فيدعثره ". ومعنى ذلك أن الضعف في بنية المولود الذي حملت به أمه أثناء ارضاعها لأخيه أو أخته (سواء كانت أخوة دم أو رضاع) قد تدركه أثناء شبابه وقوته وهو على فرسه فتدعثره من على فرسه (1)..
فلما رأى صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيشق على المسلمين وأن الضعف الذي سيلحق بالوليد ليس لازما أباح لهم أن يباشروا نساءهم أثناء الرضاع (2).. وخاصة أن الرضاعة في حد ذاتها تمنع الحمل إلا إذا أراد الله.. فلا يوجد حينئذ ما يمنع تلك الإرادة.
والآن إلى شئ من التفصيل في بعض طرق منع الحمل التي أوجزناها وما