حمل فوق حمل: SUPER FETATION لقد جعل الله الحمل مانعا لأي حمل آخر حتى ينتهي الحمل الأول بالولادة أو بالسقط ثم تنتهي فترة النفاس ويعود الرحم بعد ذلك إلى استعداده للحمل... وفي تلك الفترة (أي فترة الحمل) ترسل البويضة الملقحة بعد تعلقها بالرحم هرمونات تنبه الغدة النخامية إلى أن حملا قد حصل وعليها أن تتوقف عن ارسال هرموناتها المنشطة للمبيض والتي تسبب نمو حويصلات جراف وافراز البويضات منها.. فتوقف الغدة النخامية PITUITARY GLAND ارسال هرموناتها المغذية والمنمية للمبيض. H. AND L. H. S. F حتى ينتهي الحمل.
ولكن المشيئة الإلهية التي تفعل ما تريد تقول للشئ كن فيكون.. فإذا قال سبحانه ذلك أخرج المبيض بويضة رغم وجود الحمل وتلقح هذه البويضة وتنغرز ليكون حمل فوق حمل.
وقد وصفت هذه الحالة في الكلاب والخيل والأغنام والخنازير والأرانب (1).
والغريب أن فقهاء الاسلام قد درسوا هذه القضية العويصة واختلفوا فيها.. ويقول ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن: " فان قيل: فهل يتكون الجنين من ماءين وواطئين؟ قيل هذه مسألة شرعية كونية.. والشرع فيها تابع للتكوين. وقد اختلف فيها شرعا وقدرا.، فمنعت ذلك طائفة وأبته كل الاباء وقالت: الماء إذا استقر في الرحم اشتمل عليه وانضم عليه غاية الانضمام بحيث لا يبقى فيه مقدار رسم إبرة الا انسد فلا يمكن انفتاحه بعد ذلك لماء ثان لا من الواطئ ولا من غيره. قالوا وبهذا أجرى الله العادة أن الولد لا يكون الا لأب واحد كما لا تكون الام الا واحدة. وهذا هو مذهب الشافعي.