وعندئذ ينطلق العقال الذي كان يكبت الغدة النخامية ويجمح جماحها.. فتعلم انه قد آن الأوان لها ان ترسل هرموناتها المنشطة المغذية لغدد التناسل فتفعل ذلك سريعا...
وكلمة هرمون تعني رسولا.. وهذه الهرمونات ليست الا رسلا كيماوية تنتقل عبر الدم من غدة إلى أخرى أو من غدة إلى بقية الجسم وتؤثر فيه تأثيرا شديدا..
هذه الرسل الكيماوية لا توزن بالكيلو جرام ولا حتى بالجرام كما يوزن الذهب أو الفضة.. ولكنها توزن بالنانا جرام والميكرو جرام (واحد على بليون من الجرام وواحد على مليون من الجرام) نعم انها كمية ضئيلة جدا ولكنها رغم ضآلتها وحقارة وزنها خطيرة جدا فان أقل خلل في أي منها قد يسبب الموت أو التشوه الخلقي والعقلي أو القصور الجسمي والجنسي والنفسي..
تفرز ملكة الغدد (الغدة النخامية) عدة هرمونات تتحكم في جميع الغدد الصماء في الجسم.. ولا تتوقف عن هذا الافراز منذ أن يولد الطفل بل قبل أن يولد حتى يموت.. إلا في الغدد التناسلية فان الافراز لا يتم الا عند البلوغ..
أي عندما تتوقف الأوامر المثبطة من منطقة المخ المسماة بتحت المهاد HYPOTHALAMUS عندئذ ترسل الغدة النخامية هرموناتها إلى الخصية في الذكر والى المبيض في الأنثى..
البلوغ في الذكر:
ترسل ملكة الغدد (الغدة النخامية) هرموناتها إلى الخصية فتنبه الخلايا الجرثومية (الأولية) الموجودة بجدار القنيات (1) المنوية فتقوم من هجعتها الطويلة.. وتنقسم منذ تلك اللحظة وتتوالى انقساماتها لتكون الحيوانات المنوية بالملايين بل بآلاف الملايين فإن كل قذفة مني تحتوي على ما يقرب من