قال تعالى * (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم. ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن.. فان أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف) *..
وفي هذه الآيات الكريمة يقرر المولى تعالى حق الطفل في الرضاعة كما يقرر حق أمه في النفقة إذا أرضعته.. ويوجه الوالدين إلى أن يأتمرا بينهما ويتشاورا في أمر وليدهما رغم الجفوة والطلاق.. ويربط ذلك كله بتقوى الله ويرقق مشاعرهما.. ويطلب من الأب أن ينفق من سعته دون عنت ولا ارهاق.. ودون تقتير ولا بخل.. وإنما هي السماحة واليسر الندي في أمر هذا الدين كله..
وبعد مضي أربعة عشر قرنا من نزول هذه الآيات الكريمة.. فان الانسانية لا تزال تخبط في الدياجير حتى اليوم.. ولا يزال الوليد والام يعانون حتى في عامنا هذا الذي أسموه عام الطفل (عام 1979 م).. ولا تزال المنظمات الدولية والهيئات العالمية مثل هيئة الصحة العالمية تصدر البيان تلو البيان تنادي الأمهات أن يرضعن أولادهن.. ولا تزال الهيئات الطبية تصدر النشرات والمقالات حول جدوى رضاعة الام وفوائدها التي لا تكاد تحصر..
أما أن يفرض القانون الدولي للام المرضع نفقة كاملة طوال فترة الرضاعة (حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) فأمر لم تصل إليه حضارة القرن العشرين التعيسة.. بينما قد أمر به الاسلام منذ أربعة عشر قرنا من الزمان..
فوائد الرضاعة:
قد تنبه إلى فوائد الرضاعة قدماء الأطباء فقال الطبيب أحمد بن محمد البلدي في كتابه " تدبير الحبالى والأطفال والصبيان " (1) وفي ملاءمة لبن الام