فإذا جاءت مرحلة البلوغ وبدأت الغدة النخامية تنشط قامت بتنشيط المبيض الذي يفرز هرمونات الأنوثة. وبدأت تظهر على الصبي المزعوم آثار الأنوثة فيذهبون إلى الطبيب الاخصائي الذي يقوم بتحويل أمينة إلى أمين وسعيدة إلى سعيد.
والواقع أن الأطباء لم يصنعوا معجزة ولم يحولوا ذكرا إلى أنثى وانما أعادوا أنثى حقيقية حتى في أعضائها التناسلية الداخلية إلى وضعها الطبيعي وأزالوا الغشاوة وفتحوا الشق بين الشفرين وأعادوا الفرج إلى وضعه الطبيعي.
وتحدث هذه الحالة عند وجود ورم بالغدة الكظرية أو خلل في أنزيماتها المؤدية إلى تكون الهرمونات في حالة الجنين وذلك نتيجة نقص أو انعدام أنزيم (خميرة) 21 HYDROXYLASE الذي يؤدي إلى زيادة كبيرة في هرمونات الذكورة أو أنزيم 11 HYDROXYLASE الذي يؤدي بدوره إلى زيادة هرمونات الذكورة ANDROGENS وهرمون DEOXYCORTICOSTERONE 11 فينتج عن ذلك تذكير الأعضاء التناسلية الظاهرة وضغط دم.
وقد تحدث هذه الحالة أيضا عند تعاطي الام الحامل لهرمونات الذكورة أو البروجسترون لأي سبب من الأسباب فتنمو عندئذ الأعضاء التناسلية الظاهرة في اتجاه الذكورة حتى ولو كان الجنين أنثى على مستوى الصبغيات وعلى مستوى الغدة التناسلية بل وعلى مستوى الأعضاء التناسلية الباطنة (مثل الرحم والمهبل).
وإذا حصل مثل هذا الخلل قبل الأسبوع الثاني عشر فإن التحام الشفرين يكون تاما مما يجعل ذلك أشبه بالذكر أما إذا حصل هذا الخلل بعد الأسبوع الثاني عشر فان التحام الشفرين لا يكون تماما.. وقد يقتصر الامر على نمو البظر فقط. وفي جميع هذه الحالات تكون المبايض والرحم والأنابيب طبيعية أنثوية.
الخنثى غير الحقيقية التي أصلها ذكر وظاهرها أنثى MALE PSEUDO HERMAPHRODITE قد يكون الجنين ذكرا على مستوى الصبغيات وعلى مستوى الغدة التناسلية (أي أنها خصية وليست مبيضا) ولكن الجنين يولد بشكل أنثى في أعضائها التناسلية الظاهرة. فما هو السر يا ترى في ذلك؟ نقرر أولا أن هذه الحالات أندر بكثير من الحالات السابقة التي تكون فيها الأنثى في حقيقتها تبدو وكأنها ذكر..
وترجع الأسباب في مثل هذه الحالات النادرة إلى ما يلي: