لها الرسول الكريم المقام الأول في البر والصلة والطاعة وقدمها على الأب ثلاثا وجعل الجنة تحت أقدامها..
ولعل القارئ الكريم قد لاحظ الفروق الهائلة بين الحيوان المنوي والبويضة فالحيوان المنوي صغير الحجم يشبه القذيفة الصاروخية وله رأس مصفح مدبب وله ذيل طويل يساعده على السباحة في بحر المني.. وهو سريع الحركة قوي الشكيمة شديد البأس.. وهو ينطلق عبر المفاوز والمخاطر غير هياب ولا وجل.. حتى يصل إلى بغيته ومقصده أو يموت.. وعكس ذلك البويضة فهي كالبدر المنير وعليها هالة مشعة تسمى علميا التاج المشع.. ولا تمشي إلا بدلال ولا تسير إلا باختيال.. تدفعها الأهداب الرقيقة في قناة الرحم دفعا رقيقا وهناك تقف في الثلث الأخير من القناة تنتظر وصول المحبوب.. فإذا ما قدم ووصل إليها هشت له وبشت وسمحت له بالولوج.
وأنت مما تقدم ترى ان الحيوان المنوي يمثل وصف الذكورة أصدق تمثيل بينما تمثل البويضة وصف الأنوثة في أروع صورها..
وتستمر هذه الفروق بين الذكر والأنثى في جميع مراحل الحياة.. ولكل وظيفة.. ولكل عمل خاص به.. فالحيوان المنوي للجهاد والجلاد..
والبويضة الساكنة الهادئة لبناء العش والمحضن.. وصدق الله العظيم حيث يقول * (وليس الذكر كالأنثى) * فلكل وظيفته المنوطة به.. فإذا ما حاد عنها كان ذلك الفساد المستشري وتلك الاضطرابات التي لا تنتهي..
ومصادمة الفطرة في قوانينها وسننها لا بد فاشلة وسنة الله غالبة * (ولن تجد لسنة الله تحويلا) *.
سبب كثرة الحيوانات المنوية وندرة عدد البويضات:
قد لاحظ القارئ ان الخصية تفرز ملايين الحيوانات المنوية بل إن في القذفة الواحدة من المني ما يبلغ تعداد الهند بأكملها.. ويستطيع الرجل منذ البلوغ إلى سن الشيخوخة المتأخرة أن يفرز ملايين الحيوانات المنوية كل يوم