قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الصادق المصدوق. قال: " ان أحدكم يجمع خلقه أربعين يوما. ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ".
ويشرح لنا الإمام ابن القيم ما يحدث في هذه الأربعين كما ينقله عنه الإمام ابن حجر في فتح الباري كتاب القدر.. ثم يذكر ابن حجر كلاما قريبا من كلام ابن القيم وكذلك يذكره ابن رجب الحنبلي في كتابه جامع العلوم والحكم..
والغريب حقا ان هؤلاء الأئمة من علماء الاسلام جاؤوا بكلام لم يكن معروفا في ذلك العهد وقبل أن يعرف علم الأجنة.. واليك ما قاله هؤلاء الأفذاذ من الرجال: - الإمام ابن القيم (1) إن داخل الرحم خشن كالإسفنج.. وجعل فيه قبولا للمني كطلب الأرض العطشى للماء فجعله طالبا مشتاقا إليه بالطبع.. فلذلك يمسكه ولا يزلقه بل ينضم عليه لئلا يفسده الهواء.. فيأذن الله لملك الرحم في عقده وطبخه أربعين يوما وفي تلك الأربعين يجمع خلقه.. قالوا ان المني إذا اشتمل عليه الرحم ولم يقذقه استدار على نفسه واشتد (مرحلة الكرة الجرثومية في عرف علم الأجنة الحديث) إلى تمام ستة أيام.. فينقط فيه ثلاثة نطفته فيه مواضع القلب والدماغ والكبد. ثم يظهر فيما بين تلك النقط خطوط خمسة إلى تمام ثلاثة أيام ثم تنفذ الدموية فيه إلى تمام خمسة عشر يوما (2) فتتميز الأعضاء الثلاثة ثم تمتد رطوبة النخاع إلى تمام اثني عشر يوما (3) ثم ينفصل الرأس عن المنكبين بحيث يظهر للحس في أربعة أيام (4) فيكمل أربعين يوما..