" طريق الهجرتين " (1) " ان للملك ملازمة ومراعاة بحال النطفة وأنه يقول يا رب هذه نطفة.. هذه علقة.. هذه مضغة في أوقاتها.. فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله.. وهو أعلم بها وبكلام الملك فتعرفه (أي الملك) في أوقات; أحدها حين يخلقها الله نطفة ثم ينقلها علقة وهو أول أوقات علم الملك بأنه ولد ".
ومما قد مر معنا في فصل المضغة وفصل العظام وفصل أطوار الجنين في القرآن وعلم الأجنة عرفنا أن مرحلة تكوين الأعضاء ORGANOGENESIS هي أهم مرحلة في تكوين الجنين.. وتبدأ هذه الفترة في الأسبوع الرابع وتنتهي في الثامن وهي الفترة الحرجة بالنسبة للجينات لقابليتها الشديدة للتأثر بعوامل البيئة في هذه الأوقات.
وفي نهاية الأسبوع السادس (42 يوما) تكون النطفة قد بلغت أوج نشاطها في تكوين الأعضاء.. وهي قمة المرحلة الحرجة الممتدة من الأسبوع الرابع حتى الثامن فيكون دخول الملك في هذه الفترة تنويها بأهميتها وإلا فللملك ملازمة ومراعاة بالنطفة الانسانية في كافة مراحلها.. نطفة وعلقة ومضغة.. ودخوله هنا لتقسيمها وتصويرها وشق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها.. ثم بعد ذلك يحدد جنس الجنين ذكر أم أنثى حسب ما يؤمر به فيحول الغدة إلى خصية أو إلى مبيض.. والدليل على ذلك ما يشاهد في السقط حيث لا يمكن تمييز الغدة التناسلية قبل انتهاء الأسبوع السابع وبداية الثامن..
أي انه لا يمكن تمييزها قبل دخول الملك لتحديد جنس الجنين ذكر أم أنثى كما يؤمر به من خالقها.
جمع الخلق أخرج الشيخان واللفظ لمسلم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه