الحديث الثاني: النطفة الأمشاج:
أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهوديا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش: " يا يهودي ان هذا يزعم أنه نبي. فقال لأسألنه عن شئ لا يعلمه الا نبي فقال يا محمد: مم يخلق الانسان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا يهودي من كل يخلق: من نطفة الرجل. ومن نطفة المرأة. فقال اليهودي:
هكذا كان يقول من كان قبلك (أي من الأنبياء).
وهذا الحديث الشريف اعجاز كامل أيضا.. وقد ذكرنا في فصل النطفة الأمشاج في النبذة التاريخية أن البشرية لم تعلم بواسطة علومها التجريبية أن الجنين الانساني يتكون من نطفة الرجل ونطفة المرأة الا في القرن التاسع عشر الميلادي وتأكد ذلك لديها بما لا يدع مجالا للشك في أوائل القرن العشرين..
فليرجع القارئ الكريم إلى فصل النطفة الأمشاج لمزيد من التفصيل.
الذكورة والأنوثة والشبه:
تحدثنا تحت باب الذكورة والأنوثة (ص 63) عن الآيات القرآنية الكريمة التي أوضحت باعجاز عامل ان الذي يحدد نوعية الجنين هو مني الرجل * (وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) *.
ولكن هل للمرأة من دور في تحديد الذكورة والأنوثة؟
يقول المصطفى صلوات الله لليهودي الذي سأله عن الولد: " ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنث بإذن الله. قال اليهودي صدقت وانك لنبي " (1).
وتضمن الحديث وصفا لماء الرجل وماء المرأة (2).. كما تضمن قضية