رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولن هذا لعلي فإن عليا وليكم بعدي " (1)، وعن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبيا. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي " (2).
والمعروف أن أظهر منازل هارون بعد موسى. وزارته له. وخلافته عنه.
واشتراكه في الأمر معه. قال سبحانه حاكيا عن نبيه موسى: (فاجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري)، إلى قوله تعالى: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (3)، وقال تعالى: (وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح) (4)، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل قوله تعالى:
(وأنذر عشيرتك الأقربين)، قال لهم كما ذكرنا من قبل في رواية صحيحة: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم واسمعوا له وأطيعوا "، وعندما اتسعت الدائرة كما ذكرنا قال: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "، ثم اتسعت الدائرة فبعثه بسورة براءة وقال كما ذكرنا في رواية صحيحة: " ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي "، وعندما اتسعت قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، وعلي بحكم نص منزلة هارون من موسى. خليفة الرسول في النواة التي تدور حولها القرى والقبائل. ولعلي ابن أبي طالب على الأمة جمعاء فرص الطاعة كما كان لهارون بالنسبة إلى أمة موسى. ومن وحيث طاعته لا يكون مأمورا، وها نحن قد أوردنا نخبة من الأحاديث الصحيحة التي توجب الطاعة. فأي حجة بعد ذلك.
ولقد قام النبي بتحصين هذه الطاعة فعن عبيد الله بن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة. حبيبك حبيبي. وحبيبي حبيب الله. وعدوك عدوي وعدوي عدو الله.