ص 629 / 32 أن حديث الحوض كان في حجة الوداع، أي ذكره النبي يوم أن أمر الأمة أن تأخذ بالكتاب والعترة. ومن العجيب أن بعض الأحاديث قد أشارت إلى رجل يظهر عند الحوض يخبر النبي بما حدث بعده. وفي أحاديث أخرى كشف النقاب عن هذا الرجل لنتبين أنه علي بن أبي طالب الذي زوده الله بخاصية أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق كما ورد في مسلم وغيره، ولنتتبع الأحاديث حتى نصل إلى ما ذكرنا.
روى الشيخان عن سهل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا فرطكم على الحوض من ورد وشرب ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم (1)، وفي رواية عن عبد الله:
" أقول يا رب أصحابي أصحابي. فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (2)، وفي رواية عن أبو هريرة، فيقول، " إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى (3)، وفي رواية عن أسماء " فيقال: هل شعرت ما عملوا والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم " (4)، وفي رواية عن ابن عباس:
" فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " (5).
فهذه الروايات هي صلب هذا الحدث الخطير. وفي روايات أخرى ظهرت الإشارة إلى الرجل. روى البخاري عن أبي هريرة قال. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بينما أنا قائم، إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم. خرج رجل من بيني وبينهم. فقال: هلم. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. وقلت: وما شأنهم؟
قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم.