صار خليقا بها وهو صغير السن؟! وكيف صار علي صغيرا على الخلافة غير خليق؟!
فصغر العمر أو كبره ليس معيارا للعظمة أو القدرة على القيام بالمسؤولية أبدا.
إن الإمام علي عليه السلام لما أعلن مؤازرته للنبي صلى الله عليه وآله في " يوم الدار " لم يقل له النبي صلى الله عليه وآله:
إجلس يا علي، فإنك صغير على أمر الخلافة! بل أخذه من رقبته، وقال لكبار قريش، وفيهم حمزة والعباس وأبو لهب وأبو طالب: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فالقول بأن الإمام عليا صغير على الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله هو:
أولا: خلاف لما كان يراه النبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فإذا أعلن الوحي خلافة علي في سن العاشرة، فما بالك به وهو في سن الثلاثين؟!
ثانيا: أن القول بصغر الإمام على الخلافة فيه ظلم شنيع للإمام، فهو على أقل تقدير لا يقل من حيث العقل والحنكة والتدبير عن أسامة بن زيد شيئا، فظلم أن يوصف بذلك وهو الذي له من هذا العقل وهذه الحنكة والتدبير ما له.
ولهذا قال عمر لابن عباس: ما أري صاحبك إلا مظلوما! إذ لو كان حقا صغيرا لما وقع الظلم هذا، ولكن.. كان القوم يعلمون في قرارة نفوسهم بعلو مكانه ورفعة مقامه وقدرته على القيام بأعباء الخلافة.
وقال عمر مرة لابن عباس: كيف خلفت ابن عمك؟
قال ابن عباس: فظننته يعني عبد الله بن جعفر... فقلت: خلفته مع أترابه.
فقال [عمر]: لم أعن ذلك، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت.
قال [ابن عباس]: قلت: خلفته يمتح بالغرب (1) وهو يقرأ القرآن.
قال [عمر]: يا عبد الله، عليك دماء البدن إن كتمتنيها.. هل بقي نفسه شئ من أمر الخلافة؟
قال [ابن عباس]: قلت: نعم.
قال [عمر]: أيزعم أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] نص عليه؟