منزلتك مني.
قال ابن عباس: فقلت: ما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتك مني، وأن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه.
فقال عمر: بلغني أنك تقول: إنما حرفوها عنا، حسدا وبغيا وظلما.
فقال ابن عباس، أما قولك حسدا، فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون.
فقال عمر: هيهات هيهات! أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول.
قال ابن عباس: فقلت: مهلا يا أمير المؤمنين! لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " (1).
إن قول عمر: " كرهوا يجمعوا لكم النبوة والخلافة.. فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت " يفرض علينا طرح سؤال لا بد منه، إذ أن في قوله هذا نوعا من الابهام وتمويها للحقيقة.. فسؤالنا:
من هم قوم أهل البيت الذين كرهوا أن يجمعوا النبوة والخلافة لهم؟
ومن هي قريش تلك التي اختارت لأنفسها فأصابت ووفقت؟!
إن المطالع لحوادث السقيفة يعلم أن أولئك القوم هم المهاجرون من قريش، كما يعلم أيضا أن الذين كانوا في مقابلة الأنصار يوم السقيفة من المهاجرين لم يكونوا سوى أبي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف، فهؤلاء الثلاثة هم الذين كانوا من المهاجرين المتصدين لدفع الأنصار عن مقام الخلافة.
وفي حوارهم مع الأنصار لم يقدم أبو بكر عليا معرفا إياه للأنصار على أنه صاحب الحق في خلافة، بل قدم لهم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ليختار الأنصار منهما واحدا.
إذا، فهو بتقديمه هؤلاء الاثنين يصرف الخلافة عن علي وأهل البيت النبوي، كما هو واضح. ولما رفض عمر ذلك لم يقل لأبي بكر: قدم عليا فهو أحق، بل قال لأبي بكر: مد