العشرين، فيتأهب للزواج في سن الرجولة الناضجة، ولا يطول به عهد الانتظار إلا إذا آثر الانقطاع للعلم مدى الحياة، وقل من يؤثر ذلك بين المئات والألوف من الشبان.
أما في العصر الحاضر، فالطلاب يتخصصون لعلومهم بعد الثامنة عشرة أو العشرين، ويحتاجون بعد التخرج من الجامعات إلى زمن يستعدون فيه لكسب الرزق من طريق التجارة أو الأعمال الصناعية والاقتصادية، ولا يتسنى لهم الزواج وتأسيس البيوت قبل الثلاثين، فهناك حقبة زمنية طويلة يقضيها الشاب بين سن البلوغ وبين سن الزواج لم يحسب لها حسابها في التربية القديمة، وهذه الحقبة هي زمن النمو الجنسي والرغبة الجامحة، وصعوبة المقاومة للمغريات، فهل من المستطاع أن نسقط حساب هذه الفترة من نظام المجتمع الإنساني كما أسقطها الأقدمون وأبناء القرون الوسطى!) (1).
ويجيب مستنكرا " ذلك لأنه يرى (أننا إذا أسقطناها من الحساب، فنتيجة ذلك شيوع الفساد والعبث بالنسل والصحة بين الشبان والشابات) (2).
والحل الذي رآه: (وإنما الرأي أن تسمح القوانين في هذه السن بضرب من الزواج بين الشبان والشابات لا يؤودهم بتكاليف الأسرة، ولا يتركهم لعبث الشهوات والموبقات، وما يعقبه من العلل والمحرجات) (3)، وقد سمى هذا النوع من الزواج (بالزواج العقيم أو الزواج بغير أطفال، وأراد به أن يكون عاصما " من الابتذال، ومدربا " على المعيشة المزدوجة قبل السن التي تسمح بتأسيس البيوت) (4).