الأمويون يشجعون على وضع الأحاديث في فضائل عموم الصحابة لا سيما أبا بكر وعمر - كما سنرى في موضع لا حق - وذلك لرفع منزلتهم فوق منزلة أهل البيت عليه السلام ويقول ابن عرفة المعروف بنفطويه في هذا الصدد: (إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا " إليهم بما يظنون إنهم يرغمون فيه أنوف بني هاشم) (1).
وقد روي أن عبد الله بن الزبير الذي بويع له خليفة في فترة من الفترات مكث أربعين جمعة أيام خلافته يخطب الناس ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسئل عن سبب ذلك فأجاب: (إن له أهل سوء إذا ذكرته شمخوا بآنافهم) (2).
ويقول أحمد أمين في (ضحى الإسلام) مؤكدا " هذه الحقيقة: (أن الأمويين قد وضعوا ووضعت لهم أحاديث تخدم سياساتهم من نواحي متعددة، منها أحاديث في زيادة مناقب عثمان إذ كان هو الخليفة الأموي من بين الخلفاء الراشدين وهم به أكثر اتصالا من غيره، مثل حديث: أن عثمان تصدق بثلاثمئة بعير بأحلاسها وأقتابها في جيش العسرة، فنزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذا اليوم) (3).
ومن الأحاديث التي وضعت في معاوية ولا يزال يذكرها بعض المتعصبين المعاصرين لبني أمية على أنها صحيحة كعبد المتعال الجبري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه: (اللهم اجعله هاديا " مهديا " واهد به) (4).