بتراجع أهل العراق ورهبتهم من الأمويين، وهو يقول في إحدى خطبه قرب كربلاء عن أسباب انتفاضته: (أيها الناس من رأى إماما " جائرا " يحلل حرمات الله وينقض عهد الله من بعد ميثاقه ويخالف سنة نبيه، ويحكم بين عباد الله بالإثم والجور ولم ينكره بلسانه وعمله كان حقا " على الله أن يكبه معه... إلى قوله:
أيها الناس، إنهم أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمان، وأفسدوا في الأرض، وعطلوا السنن، وأستأثروا ببيت أموال المسلمين، وحللوا حرمات الله، وحرموا ما أحله، وأنا أحق الناس بالإنكار عليهم.
ولهذه الأسباب، فقد أصر الحسين عليه السلام على المواجهة بالرغم من علمه بنكوص أهل الكوفة وارتدادهم عن نصرته وبقائه بإثنين وسبعين رجلا " فقط من أهل بيته وأصحابه الذين جاءوا معه من مكة والمدينة، حيث كان لسان حال الحسين كما وصف أحد الشعراء:
إن كان دين محمد لا يستقيم - * - إلا بقتلي فيا سيوف خذوني.
وهكذا كان، فقد استشهد الحسين في العاشر من محرم عام 60 للهجرة وجميع من بقي معه من الرجال واستشهد وعشرون ممن تحول إلى نصرته من المعسكر الأموي علي رأسهم الحر بن يزيد الرياحي، ثم حملت رؤوس الشهداء إلى يزيد في الشام (1).
4 - الإمام علي بن الحسين عليه السلام ولد في الخامس من شهر شعبان سنة 38 للهجرة بالمدينة المنورة، وكان يلقب بزين العابدين والسجاد. وعاصر فترات حكم كل من يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك.