قصة الخليفة في العقائد الإسرائيلية الأولى تشابه قصة الخيفة في ألواح بابل، وعقيدة (المخلص) المنتظر موجودة في الديانة وموجودة في الديانة الإسرائيلية... وكان البابليون يؤمنون بأن الإنسان تمرد على قسمة الموت، وطمح إلى خلود كخلود الأرباب، فبحث عن ثمرة البقاء في السماء، وخدعه إله ما كر عن بغيته فناوله بديلا منها ثمرة تشبهها في ظاهرها ولكنها ثمرة الفناء (1).
على أن أهم مصدر اعتمدت عليه أسفار العهد القديم هو تشريع (حمورابي) الذي يرجع تاريخه إلى نحو 1900 ق م قد اكتشف في سنة 1902 م محفورا على عمود من الصخر الأسود، وتشريع حمورابي، أقدم تشريع سامي معروف حتى الآن، وهو يدل على عقلية بلغت شأوا عظيما من الرقي والنضج، ثم إن هناك شبها شديدا بينه وبين القوانين اليهودية، وهذا الشبه ليس سطحيا ولا عرضيا، بل يتناول اللحمة والسدي واللب والجوهر، وحتى اللفظ والتراكيب، ولذا ذهب كثير من العلماء وفي مقدمتهم Jeremias إلى أن القوانين الإسرائيلية في معظمها مأخوذة مباشرة من تشريع (حمورابي) (2)، ومن أبرز ما اتضح في تشريع حمورابي وتحدر إلى الفكر الإسرائيلي (قانون المشابهة) الذي يوجد علاقة بين الجريمة والعقوبة، ويلزم أن تكون العقوبة مضارعة للجريمة وأن تكون مثلها بقدر الامكان، فالعضو الذي يحدث الضرر يلقى العقاب، فكانت اليد التي تخطئ أو تسرق تعاقب بالقطع، فإن زلت يد الجراح فسببت وفاة المريض أو فقأت عينه، قطعت يد الطبيب، وإذا جرى لسان بالغيبة أو النميمة فبتره هو العقاب، وإذا هجم رجل على آخر فأضر ببعض أعضائه، كان العقاب في مثل