السفينة الذي قدر له أن ينجو من الطوفان (1).
ويعد الفكر المصري أيضا مصدرا رئيسيا لأسفار العهد القديم، وقد وضح أدولف إرمان Adolf Erman هذا الموضوع في بحثه القيم الذي تقدم به سنة 1924 إلى المجمع العلمي البروسي، وعنوانه (مصدر مصري لأمثال سليمان)، وتكلم في هذا البحث عن مؤلف لحكيم مصري اكتشف حديثا على أوراق البردي، وقد وضع هذا الحكيم نصائحه في ثلاثين بابا، وسابقها في صورة نصائح والد لولده، وهو نفس الطريق الذي سلكه حكماء الشرق منذ القدم، وقد تكررت هذه الحكم بشكل واضح في سفر الأمثال (2)، ويلاحظ كثير من الكتاب أن المعاني التي ذكرها اخناتون في قصيدته عن الشمس تكررت كذلك في أسفار العهد القديم (3).
ومن مصادر العهد القديم الرئيسية كذلك الفكر البابلي وقد عثر القائمون بالحفائر الحديثة على نصوص بابلية، تروى كلا من قصتي الخليقة والطوفان وهي نصوص ترجع إلى زمن يسبق عودة اليهود إلى فلسطين، ومن ثم فإن نقاد الكتاب المقدس يحاجون بأن اليهود استدلوا في أثناء أسرهم على تلك الفصول، وهي قوام للاصحاحات العشرة الأولى من سفر التكوين، ومن المصادر البابلية التي عثر عليها نصوص تعد مرجعا هاما لقصة شمشون ودليلة وسواها من قصص العهد القديم (4) كما أن ترانيم التوبة البالية قد اقتبست في بعض هذه الأسفار (5) ويقول الأستاذ العقاد عن المأثورات البابلية والفارسية في الفكر اليهودي ما يلي.