الكاذبين).
وأما وصف الجبهان الصحابة بقول مطلق: قام الإسلام على أكتافهم وتزعزعت أركان الشرك بأسيافهم فكلام فارغ، وهو من السخافة بمكان. فإن المنافقين هم من أشد الناس عداء لله ولرسوله وللمؤمنين فلا يعقل أن يقوم الإسلام على أكتافهم، وهم يسعون سرا في هدمه وإبادة رسومه وأعلامه، والقضاء على قادته وأنصاره.
قال الدكتور حامد حفني داود رئيس قسم الأدب العربي بجامعة عين شمس بمصر، وأستاذ كرسي الأدب العباسي بجامعة الجزائر في مقال له عنوانه (صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم) في صفحة 127 من كتاب (في سبيل الوحدة الإسلامية) الطبعة الثالثة مصر عام 1400 دار المعلم للطباعة:
... ونحن في أبان ذلك لا يهولنا أمر المتكلم مهما بلغت منزلته من المجتمع ومكانته من الناس لأن المعنى عندنا هو الحقيقة، وكلمة الحق، وليس شئ أكثر من هذا، ولو كان ذلك المتكلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم مهما بلغوا من درجة العدالة والضبط والدقة في المحافظة على ألفاظ الرسول وعباراته فإنه يجوز عليهم ما يجوز على سائر البشر من حيث الخطأ والنسيان، فمنهم المعيب والمخطئ، ومنهم صحيح والنساء، ومنهم خالص القصد والعقيدة، ومنهم من في عقيدته دخل أو زيغ، ومنهم الجلة المقربون من حضرة الرسول الأعظم، ومنهم المنافقون الخارجون عن الجماعة بنص القرآن.