الله أو بيوتهم يشكرونه على توفيق يومهم ويعتذرون إليه لما فرط منهم ويستهدونه لأيامهم المقبلة ويستمدون منه المعونة للسير في المهمة التي خلقهم من أجلها وهداهم إليها، ثم ليسكنوا إلى أهليهم من حركات التعب ونهضات النصب ليكون ذلك لهم جماما وقوة وسعادة.
ولافتتاح النهار أثر كبير في سلوك الإنسان فإن العمل المؤثر الذي تفتتح به نشاطك والشعور الذي تتلقاه في الصباح ينعكسان على عملك في النهار بشعور أو لا شعور. وماذا أبلغ من أن يفتتح الناس نشاطهم في أرضهم بصلاة بين يدي رب الأرض والوجود عز وجل يستهدونه الطريق ويستعينونه على الأهداف ثم ليسرحوا في أرضه ويبتغوا من فضله.
وختام النهار كافتتاحه أو هو أشد حاجة لعودة إلى الله ووقفة تضع الناس بحصيلة نهارهم بين يديه ليباركوا نتاجهم الخير وجهدهم المبرور وينفضوا عنهم أوضار النهار وأثقاله وآثامه.
إنها صورة بديعة لبكور الناس وعشيهم تشدنا إلى جمال الحياة الإسلامية التي افتقدها عالمنا الحاضر واستبدلها بالتمزق المرير الذي ينام أناسه على شبحه في ساعة متأخرة من الليل ويستيقظون على مضغه في ضحى النهار.
وماذا باستطاعة حضارة الانفصام عن الله، أن تحقق للناس غير انفصالهم عن الطبيعة وعن أنفسهم؟
لو كان الناس أكفاء لإسعاد أنفسهم في الدنيا بدون هدى الله لانتظموا مع الطبيعة في منهج البكور والعودة على الأقل!
تبارك الذي خلق الليل والنهار، وشرع للنشور والعودة صلاة شاكرة معطاءة تزود الناس بالهدى وتنتظم بهم في موكب الطبيعة الجميل..
وإذا بلغ النهار منتصفه وجب على الناس أن يؤدوا صلاة الظهر، وفي هذا التوقيت علاج لمسألتين مهمتين في حياة الناس:
الأولى: تصفية الشوائب التي تعلق بنفس الإنسان في غمرة الحركة فإن