ومن هذه الصعوبات: كثرة الوظائف لأجهزة الجسد وتشعبها وتشابكها. إن علم الطب لا يدعي إلى الآن أنه أحاط بكل وظائف.
الجسد، ولا بأكثرها!
ومن هذه الصعوبات: من أين نبدأ؟ فما دام التأثير بين النفس والجسد متبادلا فما الذي يضع يدنا على المنشأ، وما الذي يضمن في أكثر الأحيان أن لا نحسب السبب نفسيا وهو عضوي أو عضويا وهو نفسي.؟
ومن هذه الصعوبات: منهج البحث في هذا العلم الذي يتردد بين المنهج التجريبي المحض وبين المنهج العقلي المحض وبين المنهج العقلي الميتافيزي أو بين المنهج المزيج الذي لا ندري كيف يمكن أن نكونه: كما يتردد المنهج الواحد بين طرق عديدة.
ومن هذه الصعوبات: ما هو الوضع الصحي السليم للنفس الذي يضمن عدم تأثيرها على وظائف الجسد، وما هو نظام التغذية والعيش السليم الذي يضمن عدم تأثير الجسد على النفس.؟ إلى آخر المصاعب الرئيسية التي تعترض هذا العلم.
ولكن مع كل هذه المصاعب فقد أصبح لدينا من النتائج الوئيدة لهذا العلم حصيلة من الحقائق والنظريات لا تدع مجالا للشك بأن توفر الإنسان على نفس راضية مطمئنة هو عامل فعال في صحته الجسدية.
وهذه الحقيقة العلمية كافية لأن تفتح لنا حقلا لدراسة المعطى الصحي للصلاة. ويمكن أن نتبع في هذا البحث إحدى طريقتين.
الأولى: الدراسة المختبرية بأن نأخذ عدة نماذج مصلية وعدة نماذج أخرى غير مصلية من بيئة وشروط متقاربة ثم نقارن بين المستوى الصحي لهؤلاء المصلين وذرياتهم وبين المستوى الصحي لأولئك وذرياتهم.
والطريقة الثانية: أن ندرس صورة لمجتمع يودي فريضة الصلاة بظروفها وشروطها الإسلامية وصورة مجتمع يصلي ثم نقارن بين النتائج الصحيحة في كل من المجتمعين المتجانسين في الشروط.