وإذ نأتي على ختام هذا الفصل الذي ألممنا فيه ببعض المعطيات العقلية والنفسية والاجتماعية والصحية للصلاة، علينا أن ننظر بتأمل وتفهم النصوص الإسلامية المتشددة في أمر الصلاة. إن عملا بهذا المستوى من الضرورة لحياة الفرد والأمة وبهذه المكانة من الثراء والعطاء لهو عمل جدير بأن يتشدد الله عز وجل في أمره ويجعله فريضة من أركان دينه ومنهجه لحياة الناس. فيأمر به مؤكدا، ويحذر من تركه مشددا:
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين.
واستعينوا بالصبر والصلاة وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين.
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى.
قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى.
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون.
قالوا ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين.
وتأتي السنة الشريفة فتبين مكانة هذه الفريضة وتعبر عن ذلك بأبلغ التعبير، تارة بأنها عماد الإسلام ووجه الإسلام، وتارة بأنها عنوان صحيفة المسلم والميزان لكافة أعماله، وتارة بأنها قربان كل تقي، وأفضل الأعمال بعد المعرفة، وأن لها أربعة آلاف باب:. وتحذر من مغبة تركها فتبين أن إثم تارك الصلاة من أكبر الآثام، وأنه لا خير في من لا يصلي، وأن الشيطان يطمع في من لا يصلي وتأمر بمقاطعة من لا يصلي إذا كان ذلك نافعا في حمله على الصلاة.
إن من يتأمل في ضرورة الصلاة وآثارها الكبيرة سيجد أن من المنطق أن يولي الإسلام هذه الفريضة هذه المكانة وهذا التأكيد والتحذير. فما ضرورة الصلاة في حياة الفرد والأمة إلا كضرورة الغذاء والهواء، فأما إذا انقطع