للعقل. وهذا ما تفعله الصلاة مع القوة الإدراكية فتجلوها، ومع القضية المدركة حيث تجسدها.
وينبغي الالتفات إلى أن هذا العطاء العقلي من الصلاة يتفاوت في الناس تبعا لبصيرتهم العقلية وإقبالهم على الصلاة. وأنه في الغالب عطاء تلقائي لا يحس به الإنسان إلا بالتنبيه أو بالمقارنة بين رؤية المصلي ورؤية غير المصلي لقضايا الإسلام.
كما ينبغي الالتفات إلى أن هذا العطاء العقلي وإن اختص بالمؤمنين المعتقدين بالإسلام فهو لا يفقد قيمته في نظر غير المؤمنين، فكما أننا نعترف بأن تجسيد المذهب الرأسمالي أو المذهب الماركسي في دولة وإمكانات ووسائل إعلام ذو أثر كبير في تركيز هذين المذهبين في أذهان الناس بقطع النظر عن امتلاكهما المبررات الموضوعية أو عدم امتلاكهما، كذلك يعترف الرأسمالي أو الماركسي بأن تجسيد المذهب الإسلامي في دولة وإمكانات ووسائل إعلام ذو أثر في تركيز الإسلام في أذهان الناس بقطع النظر عن المبررات الموضوعية التي يملكها، كما يعترف بأن تجسيد أصول المذهب الإسلامي في عملية تربوية مبتكرة ذو أثر في تركيز وتصعيد الاعتقاد بالإسلام وإن لم يؤد هو الصلاة ولم يصل إلى الاعتقاد بالإسلام.
وهكذا يتضح دور الصلاة الفعال في تصعيد الاعتقاد بالإسلام إلى درجات عالية من مستوى المبررات الموضوعية، ويمكنك أن تقدر ما يترتب على ذلك نتائج في شخصية أمة وحياتها إذ تعيش وضوح الرؤية العقلية لرسالتها، وأن تقدر قيمة الطريقة الميسرة التي ابتكرها الله عز وجل لتوفير هذا المستوى من الرؤية العقلية.