وفي نصوص عديدة يؤكد الإسلام على خطورة السلوك وأنه قد يشكل حاجبا عن الرؤية العقلية، أو يجعل الرؤية معكوسة تماما، كما أن يكون نورا وبصيرة في العقل.
والصلاة اليومية برأي الإسلام ركن أساس من السلوك الإنساني الذي يعالج مشكلة تأثير العامل الذاتي ويصحح الرؤية العقلية.
وتأثير الصلاة في إعتقادي يشمل معالجة العامل الذاتي تجاه حقائق الحياة التي تتضمنها الصلاة، وتجاه غيرها من الحقائق الأخرى.
كما يشمل معالجة العامل الذاتي في مرحلة ما قبل الجزم، كما يشمل معالجته في نفس المسلم إلى درجات عالية من اليقين الموضوعي الذي تملك مبرراته قضية الإسلام. وهذا الشطر الأخير نتناول في الحديث.
إن الصلاة تزيل عن العقل أغشية الذنوب، ولبس الأهواء، وأدران الخطايا، فتمكنه من معاينة القضايا مواجهة دونما حجاب. وهو التأثير الذي مثل له الحديث النبوي الشريف الصلاة بالحمة، أي بالنبع المعدني الذي ينقي الجسد من الأدران.
ومن ناحية ثانية، تجسد الصلاة أهم قضايا الإسلام للعقل وتجعله يتعامل معها ويحسها إن فرقا كبيرا بين موقف العقل وهو يتأمل قضايا العقيدة الإسلامية فيجدها تملك المبررات الموضوعية للاعتقاد والجزم وبين موقفه في الصلاة حيث يدعى ليتخذ موقفا عمليا من هذه القضايا.
وبهاتين الناحيتين تكون الصلاة قد تناولت بالتأثير كلا من وسيلة الادراك والقضية المدركة. والعامل الذاتي الذي يعوق عن الاحتفاظ باليقين في مستوى المبررات الموضوعية، ينشأ من أحد هذين الأمرين.
فالقوة الإدراكية في الإنسان تتعرض لأنواع من التشويش فتحتاج إلى صقل وتجديد. والقضية المدركة إذا لم تكن من القضايا المعاشة على مستوى الحس تتعرض للخفوت وتحتاج إلى نوع من التجسيد الحسي ييسر إدراكها