شأن الإنتظامات الاجتماعية التي لا تتم في نظر الإسلام إلا برئاسة وإدارة، وشأن الرئاسة التي تعني في مفهوم الإسلام النيابة عن الجماعة بثقتهم ورضاهم.
وتطبيق مفهوم الائتمام، الذي يعني في الإسلام الاتباع بموافقة ورضا مع بقاء المسؤولية الشخصية ويتجلى ذلك في الصلاة بأن الإمام ينوب عن المأموم فقط في التلاوة حالة الوقوف بينما يتحمل المأموم بقية أفعال الصلاة وتلاواتها مع أنه مأموم.
وشكل الانتظام في صفوف. تركيزا لمفهوم التنظيم الذي لا بد منه في رأي الإسلام لكل وضع اجتماعي ولكل عمل اجتماعي. اتساقا مع مخطط التنظيم الذي أقام الله عليه الوجود وعممه على كل ذرة من ذراته.
وأحقية السابق بالمكان، وكراهة أن يبدأ بصف جديد حتى يكمل الصف الذي أمامه. منعا للذاتية أن تظهر في اختيار المكان والمكين، وتحقيقا لتجدد التجمع باستمرار بحكم اختلاف توافد المصلين يوما عن يوم.
واليسر وعدم التعقيد. اليسر في المكان واليسر في الانتظام كما رأيت، واليسر في مدة الاجتماع، واليسر المقصود في التحلل من الرسميات والبروتوكولات الاجتماعية بحكم موضوعية الصلاة وبعد روحها عن التصنع الاجتماعي وبحكم كسرها لكبرياء الذات في تواضع الركوع والسجود.
وختام الصلاة التسليم، بالطمأنينة والسلام من الله والرحمة على مبلغ رسالته صلى الله عليه وآله وعلينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام الذي يقدمه الله لأحبائه البشر فلا يقبلونه ويبحثون عنه بينهم فلا يجدونه.
وأخيرا. المصافحة عند الانتهاء من أداء الصلاة. مصافحة المسلم لإخوانه الذين صادفت صلاتهم عن يمينه ويساره، ومصافحة المسلمين بعضهم لبعض.. ومن القلوب وعلى الألسنة دعاء أخوي لطيف: تقبل الله أعمالكم. غفر الله لكم.