ثم سار القوم حتى نزلوا بجحفة الوداع وحطوا رحالهم حتى يلحق بهم المتأخرون.
فقال مطعم بن عدي:
يا قوم إنكم سائرون إلى أرض كثيرة المهامة والأوعار وليس لكم مقدم تستشيرون به وترجعون إلى أمره والرأي عندي أنكم تقدمون عليكم رجلا لتستندوا إلى رأيه وترجعوا إلى أمره عن المنازع والمخالف.
قالوا: نعم ما أشرت به.
فقال بنو مخزوم: نحن نقدم علينا أخانا عمرو بن هشام المخزومي.
وقال بنو عدي: نحن نقدم علينا أميرنا مطعم بن عدي.
وقال بنو النضير: نحن نقدم علينا أميرنا النضر بن حارث.
وقال بنو زهرة: نحن نقدم علينا أميرنا أحيمة بن الجلاح.
وقال بنو لوي: نحن نقدم علينا أبا سفيان صخر بن حرب.
وقال ميسرة: والله ما نقدم علينا إلا سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال بنو هاشم أيضا: نقدم علينا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال أبو جهل: لأن قدمتم علينا محمدا لأضعن هذا السيف في بطني وأخرجه من ظهري.
فقبض حمزة على سيفه.
وقال: يا وغد الرجال ويا نذل الأفعال والله ما أريد إلا أن يقطع الله يديك ورجليك ويعمى عينيك.