الجهة الثالثة: لا يشتبه عليك الأمر في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (وإطاعة ولي الأمر بعدي الخ) بأن الخطاب لهما نستجير بالله بل هو لها (عليها السلام) فقط وهذا من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة والدليل والقرينة على ذلك ذيل الخبر الدال على البيعة للوصي (عليه السلام) ولا يشتبه عليك الآمر أيضا.
وتقول هذا قرينة على عدم الاختصاص بخديجة (عليها السلام) لأنها لم تدرك الأئمة من بعده لما تقدم الإشارة إليه أن الإمامة بجعل من الله تعالى على رؤوس المسلمين لكل الأئمة الاثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أدركهم المكلف أو لا أدركوا (عليهم السلام) المكلف أو لا فلا بد لكل مسلم أن يقر ويعترف بهذا الأمر الإلهي مع علمه به ولذا ورد في بعض الأخبار إقرار بعض الأصحاب للرسول والأمير (عليهم السلام) بالإمامة والوصية من بعد الرسول لكل الأئمة (عليهم السلام) وليس هذا إلا امتثالا منهم لهذا الأمر الإلهي العظيم.
ولهذا قال سيدنا الأستاذ التقي القمي (دام ظله) أن معنى الإمامة أنه يجب الاعتقاد بأن أمير المؤمنين وأولاده المعصومين هم رؤساء الأمة من بعد الرسول بلا فاصلة وكل إنسان بدون هذه العقيدة لا يكون مسلما بل يكون كافرا... (1).
وذكر الفقيه الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء: فإن من الواجب على كافة البشر معرفة من عاصرهم أو تقدمهم من الأئمة الاثني عشر لشهادة