قلت: هذا بنفسه نوع تفضيل وتقديم لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على بقية الأنبياء (عليهم السلام) حيث جعل شريعته هكذا وأيضا هذا تقديم وتشريف لهذه الأمة حيث إن الله تعالى سهل عليهم ولاحظ هذه الأمور بعكس الأمم السابقة إذ لم يسهل عليهم ولم يلاحظ هذه الأمور وأيضا هذا نوع تفصيل وتقديم لهذه الشريعة على الشرائع السابقة.
حيث إنها الناسخة لجميع الشرائع السابقة.
وبالجملة ليست هذه الموانع بنحو يجب على الله تعالى أن لا يجعل الأحكام دفعة واحدة ولا بد أن تكون بالتدريج بل الواجب عليه تعالى أن يرسل الرسل وينزل الكتب وهذه الأمور لا تكون مانعة عن جعل الحكم ولكن لأجل تفضيل وتشريف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأمة والشريعة صارت هذه موانع من الجعل بخلاف بقية الشرائع كما تقدم لأنه لا يجب عليه تعالى رفع هذه الأمور والموانع المذكورة وملخص الكلام يمكن أن تكون هذه موانع في هذه الشريعة ويمكن أن لا تكون موانع في شريعة أخرى لأن الأمر بيده وكل شئ بيده وحيث إنه تعالى فضل نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وسهل على هذه الأمة وفضلها صار الأمر كذلك فإذا عرفت هذا فهنا فردان وأي فردين لا يعلم بهما إلا الله تعالى ورسوله وحيث إنهما لا يتصور ما يتصور في غيرهم ولا يكون هناك مانع أصلا فلا مانع من الجعل دفعة واحدة مع أنه في حد نفسه لا محذور فيه بل هو واقع عرفا وعقلاء وشرعا.
مضافا إلى هذا كله فإن الخبر الوارد وارد في مورد خاص.