على نساء العالمين بل هذا الحديث أظهر في الأفضلية وأكمل في المدح عند من أنجاب عن عين بصيرته عين التعصب والتعسف.
لأن ذلك الخبر وإن كان ظاهرا في الأفضلية لكنه قيل ولو على بعد أن آل في النساء فيه للعهد والمراد بها الأزواج الطاهرات الموجودات حين الإخبار ولم يقل مثل ذلك في هذا الحديث.
وبعد هذا كله الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة ثم أمها.
بل لو قال قائل إن سائر بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من عائشة لا أرى عليه بأسا.
وقد سئل الإمام السبكي عن هذه المسألة فقال الذي نختاره وندين الله تعالى به أن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل ثم أمها.
ووافقه في ذلك البلقيني وقد صحح ابن العماد أن خديجة أفضل من عائشة لما ثبت أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة حين قالت قد رزقك الله خيرا منها فقال لها لا والله ما رزقني خيرا منها آمنت بي حين كذبني الناس وأعطتني مالها حين حرمني الناس... (1).
وذكر الفخر الرازي: روي أنه عليه الصلاة والسلام قال:
حسبك من نساء العالمين أربع مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة عليهن السلام.