أربع نسوة سادات عالمهن مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفضلهن عالما فاطمة وإلى هذا ذهب أبو جعفر وهو المشهور عن أئمة أهل البيت والذي أميل إليه أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
بل ومن حيثيات أخر أيضا ومن هنا يعلم أفضليتها على عائشة الذاهب إلى خلافها الكثير محتجين بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء وقوله.
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام.
وأنت تعلم ما في هذا الاستدلال وأنه ليس بنص على أفضلية الحميراء على الزهراء أما أولا فلأن قصارى ما في الحديث الأول على تقدير ثبوته إثبات إنها عالمة إلى حيث يؤخذ منها ثلثي الدين وهذا لا يدل على نفي العلم المماثل لعلمها عن بضعته عليه الصلاة والسلام ولعلمه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنها لا تبقى بعده زمنا معتدا به يمكن أخذ الدين منها فيه لم يقل فيها ذلك ولو علم لم لربما قال خذوا دينكم من الزهراء.
وأما ثانيا فلأن الحديث الثاني معارض بما دل على أفضلية غيرها فقد أخرج ابن جرير عن عمار بن سعد أنه قال:
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم