كأسا لا يبغون به بدلا ولا يريدون سواه كافيا ولا كالبا (1) ولا ناصرا ومن وطن نفسه على احتمال المكاره في موالاتنا جعله الله يوم القيامة في عرصاتها بحيث يقيم كل من تضمنته تلك العرصات أبصارهم مما يشاهدون من درجاتهم وإن كل واحد منهم ليحبط بماله من درجاته كإحاطته في الدنيا بما يتلقاه بين يديه ثم يقال له:
وطنت نفسك على احتمال المكاره في موالاة محمد وآله الطيبين فقد جعل الله إليك ومكنك من تخليص كل من تحب تخليصه من أهل الشدائد في هذه العرصات فيمد بصره فيحيط بهم ثم ينتقد (2) من أحسن إليه أو بره في الدنيا بقول أو فعل أو رد غيبة أو حسن محضر أو إرفاق فينقده من بينهم كما ينتقد الدرهم الصحيح من المكسور...
فيقول الله تعالى لبني إسرائيل الموجودين في عصر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): فإذا كان أسلافكم إنما دعوا إلى موالاة محمد وآله فأنتم الآن لما شاهدتموها فقد وصلتم إلى الغرض والمطلب الأفضل إلى موالاة محمد وآله فتقربوا إلى الله عز وجل بالتقرب إلينا ولا تتقربوا من سخطه وتتباعدوا من رحمته بالازورار (3) عنا... ثم قال: يا عباد الله فاحذروا الانهماك (4) في المعاصي والتهاون بها فإن المعاصي يستولى بها الخذلان على صاحبها حتى يوقعه فيما هو أعظم منها فلا يزال يعصي ويتهاون ويخذل ويوقع فيما هو أعظم حتى يوقعه في رد ولاية وصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودفع نبوة نبي الله ولا يزال أيضا بذلك حتى يوقعه في دفع توحيد الله والإلحاد في دين الله.
ثم قال الله تعالى: {إن الذين آمنوا} بالله وبما فرض الإيمان به من الولاية لعلي بن أبي طالب والطيبين من آله {والذين هادوا} يعني اليهود والنصارى الذين