الإمام البخاري وفقه أهل العراق - الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي - الصفحة ٢٤
المذكورة بما يوافق تفسيرها لدى المذهب الامامي.
كما أن الشيعي يستند إلى أقوال مخالفيه ويستشهد بها لما يرى في ذلك من تصديق، وليس من باب الحجية والإثبات، بل من جهة التعريف والمباهاة لما يتمسك به من بين الشرائع في شريعة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) من طريق أهل بيته عليهم السلام، وعلى أساس أن المخالف لا ينفي مذهبه بل يثبته ويقرره.
روى الذهبي في ترجمة الشافعي لدى دفاعه عنه لما قيل: إنه شيعي، قلت:
ومعنى هذا التشيع حب علي وبغض النواصب، وأن يتخذه مولى عملا بما تواتر عن نبينا (صلى الله عليه وسلم) «من كنت مولاه فعلي مولاه» (1) وقد صنف رسالة مستقلة في إثبات طرق حديث الغدير.
وروى الواحدي النيسابوري (2) في «أسباب النزول» الآية المباركة من سورة الرعد (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللهو هو شديد المحال). (3) قال: «وقال ابن عباس في رواية أبي صالح، وابن جريج، وابن زيد: نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل، وأربد بن ربيعة، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله! هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك.

١ - تاريخ الإسلام للذهبي وفيات ٢٠١ - ٢١٠ ص ٣٣٨.
٢ - الواحدي هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد النيسابوري قال فيه الذهبي: «الامام العلامة الأستاذ الواحدي النيسابوري صاحب «التفسير»، إمام علماء التأويل. وكان طويل الباع في العربية واللغات.
صنف التفاسير الثلاثة: «البسيط»، و «الوسيط»، و «الوجيز» وبتلك الأسماء سمى الغزالي تواليفه الثلاثة في الفقه. ولأبي الحسن كتاب «أسباب النزول» مروي، وكتاب «التحبير في الأسماء الحسنى»، و «شرح ديوان المتنبي»، وله أيضا: كتاب «المغازي»، وكتاب «الإغراب في الإعراب»، وكتاب «تفسير النبي»، وكتاب «نفي التحريف عن القرآن الشريف» تصدر للتدريس مدة، وعظم شأنه. وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه. وقال أبو سعد السمعاني: كان الواحدي حقيقا بكل احترام وإعظام، لكن فيه بسط لسان في الأئمة. قلت: الواحدي معذور مأجور. مات بنيسابور في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة، وقد شاخ». سير أعلام النبلاء ١٨: ٣٣٩ رقم ١٦٠.
٣ - الرعد: ١٣.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست