شرفك ولا شرف أفضل من شرفك. (1) وبالرغم من افتخاره بانتسابه لبني هاشم، فقد سعى في إيذاء الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) أحد الأئمة من أهل البيت.
قال الذهبي: «حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي»!! (2) وقال أيضا: و «لعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه! فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا». (3) وانصرفت همة الرشيد إلى ترجمة كتب الفلاسفة من يونان وغيرهم. ولشدته على أهل الكلام والقائلين بخلق القرآن كان بشر بن المريسي أحد المتكلمين متواريا أيامه، فلما مات الرشيد ظهر ودعا إلى مذهب الإعتزال.
توفي الرشيد سنة 193 ه وعهد بالخلافة لابنه محمد الأمين، ثم لابنه عبد الله المأمون، وقتل الأمين سنة 198 ه، فتولى المأمون الخلافة من بعده، وكان المأمون يميل إلى مذهب الإعتزال، فاجتمع مع علماء المعتزلة ومنهم بشر المريسي الذي انهى فترة اختفائه وتواريه.
وكان المأمون يحب العلم ولم يكن له بصيرة نافذة فيه. (4) وقال الذهبي «فظهر المأمون الخليفة، وكان ذكيا متكلما، له نظر في المعقول، فاستجلب كتب الأوائل، وعرب حكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخب ووضع،