الإمام البخاري وفقه أهل العراق - الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي - الصفحة ٢٠
شرفك ولا شرف أفضل من شرفك. (1) وبالرغم من افتخاره بانتسابه لبني هاشم، فقد سعى في إيذاء الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) أحد الأئمة من أهل البيت.
قال الذهبي: «حج الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن توفي»!! (2) وقال أيضا: و «لعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه! فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا». (3) وانصرفت همة الرشيد إلى ترجمة كتب الفلاسفة من يونان وغيرهم. ولشدته على أهل الكلام والقائلين بخلق القرآن كان بشر بن المريسي أحد المتكلمين متواريا أيامه، فلما مات الرشيد ظهر ودعا إلى مذهب الإعتزال.
توفي الرشيد سنة 193 ه‍ وعهد بالخلافة لابنه محمد الأمين، ثم لابنه عبد الله المأمون، وقتل الأمين سنة 198 ه‍، فتولى المأمون الخلافة من بعده، وكان المأمون يميل إلى مذهب الإعتزال، فاجتمع مع علماء المعتزلة ومنهم بشر المريسي الذي انهى فترة اختفائه وتواريه.
وكان المأمون يحب العلم ولم يكن له بصيرة نافذة فيه. (4) وقال الذهبي «فظهر المأمون الخليفة، وكان ذكيا متكلما، له نظر في المعقول، فاستجلب كتب الأوائل، وعرب حكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخب ووضع،

١ - تاريخ الجهمية والمعتزلة للقاسمي: ٦٥.
٢ - تاريخ الإسلام للذهبي وفيات ١٨١ - ١٩٠: ٤١٧، تاريخ بغداد ١٣: ٢٧.
٣ - تاريخ الإسلام - وفيات ١٨١ - ١٩٠: ٤١٨، وقال فيه: قال عبد الرحمن بن صالح الأزدي: زار الرشيد قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم! يفتخر بذلك. فتقدم موسى بن جعفر فقال:
السلام عليك يا أبه! فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقا يا أبا حسن!
٤ - البداية والنهاية ١٠: ٢٧٥.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست