الأسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي - الصفحة ٤٩٩
دوني طرفها (1)، فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة (2)، أضرعت خدك (3) يوم أضعت حدك (4)، افترست الذئاب، افترشت التراب (5)، ما كففت قائلا، ولا أغنيت باطلا (6)، ولا خيار لي. ليتني مت قبل هنيتي (7) ودون زلتي (8).
عذيري الله منك عاديا ومنك حاميا (9).

(1) الطرف، بالفتح: العين. وغضه: حفظه.
(2) في رواية السيد بعد قولها " ولا مانع ولا ناصر ولا شافع ": " خرجت كاظمة، وعدت راغمة "، كظم الغيظ: تجرعه والصبر عليه. ورغم فلان، بالفتح: إذا ذل وعجز عن الانتصاف ممن ظلمه. والظاهر من الخروج، الخروج من البيت وهو لا يناسب " كاظمة " إلا أن يراد بها الامتلاء من الغيظ فإنه من لوازم الكظم. ويحتمل أن يكون المراد الخروج من المسجد المعبر عنه ثانيا بالعود، كما قيل في رواية السيد مكان " عدت " " رجعت ".
(3) ضرع الرجل، مثلثة: خضع وذل. وأضرعه غيره. وإسناد الضراعة إلى الخد، لأنه أظهر أفرادها وضع الخد على التراب، أو لأن الذل يظهر في الوجه.
(4) إضاعة الشئ وتضييعه: إهماله وإهلاكه. وحد الرجل، بالحاء المهملة: بأسه وبطشه. وفي بعض النسخ بالجيم، أي تركت اهتمامك وسعيك. وفي رواية السيد: " فقد أضعت جدك يوم أصرعت خدك ".
(5) فرس الأسد فريسته - كضرب - وافترستها: دق عنقها، ويستعمل في كل قتل. ويمكن أن يقرأ بصيغة الغايب، فالذئاب مرفوع، والمعنى: قعدت عن طلب الخلافة ولزمت الأرض مع أنك أسد الله والخلافة كانت فريستك، حتى افترسها وأخذها الذئب الغاصب لها. ويحتمل أن يكون بصيغة الخطاب، أي كنت تفترس الذئاب واليوم افترشت التراب. وفي بعض النسخ: " الذباب " بالبائين الموحدتين، جمع ذبابة، فيتعين الأول. وفي بعضها: " افترست الذئاب، وافترسك الذئاب ".
وفي رواية السيد مكانهما: " وتوسدت الوراء كالوزع، ومستك الهناة والنزع "، والوراء بمعنى خلف والهناة: الشدة والفتنة. والنزع: الطعن والفساد.
(6) الكف: المنع. والإغناء: الصرف والكف، يقال: اغن عني شرك، أي اصرفه وكفه و " و " به فسر قوله سبحانه: " إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا " وفي رواية السيد: " ولا أغنيت طائلا " وهو أظهر. قال الجوهري: " يقال: هذا أمر لا طائل فيه، إذا لم يكن فيه غناء ومزية " انتهى. فالمراد بالغناء: النفع، ويقال: ما يغني عنك هذا، أي ما يجديك وما ينفعك.
(7) الهنية بالفتح: العادة في الرفق والسكون، ويقال: امش على هنيتك، أي على رسلك، أي ليتني مت قبل هذا اليوم الذي لا بد لي من الصبر على ظلمهم ولا محيص لي عن الرفق.
(8) الزلة، بفتح الزاي كما في النسخ: الاسم من قولك: زللت في طين أو منطق، إذا زلقت، ويكون بمعنى السقطة، والمراد بها عدم القدرة على دفع الظلم، ولو كانت الكلمة بالذال المعجمة كان أظهر وأوضح كما في رواية السيد، فإن فيها: " والهفتاه! ليتني مت قبل ذلتي ودون هنيتي ".
(9) العذير بمعنى العاذر كالسميع، أو بمعنى العذر كالأليم. وقولها " منك " أي من أجل الإساءة إليك وإيذائك. و " عذيري الله " مرفوعان بالابتدائية والخبرية. و " عاديا " أما من قولهم: عدوت فلانا عن الأمر أي صرفته عنه، أو من العدوان بمعنى تجاوز الحد، وهو حال عن ضمير المخاطب، أي الله يقيم العذر من قبلي في إساءتي إليك حال صرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حال تجاوزك الحد في القعود عن نصري، أي عذري في سوء الأدب إنك قصرت في إعانتي والذب عني.
والحماية عن الرجل: الدفع عنه. ويحتمل أن يكون " عذيري " منصوبا كما هو الشايع في هذه الكلمة، و " الله " مجرورا بالقسم، يقال: عذيرك من فلان أي هات من يعذرك فيه. ومنه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) حين نظر إلى ابن ملجم - لعنه الله -: " عذيرك من حليلك من مراد ". والأول أظهر.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 تقريض في عام طبع الكتاب 7
3 تقديم 9
4 مقدمة المؤلف 23
5 تمهيد 25
6 البحث الأول التوسل والاستغاثة بالزهراء (ع) 26
7 البحث الثاني حقيقة السر المستودع 43
8 كتمان الأسرار 43
9 البحث الثالث فاطمة (ع) حجة الله الكبرى 69
10 الأمر الأول: معنى الحجة؟ 70
11 الأمر الثاني: شرعية الحجة 72
12 الأمر الثالث: كيف كانت فاطمة (ع) حجة على الأئمة (ع)؟ 75
13 البحث الرابع أصل يوم العذاب 91
14 في ظلامات فاطمة الزهراء (ع) 91
15 لماذا هذا البحث (أصل يوم العذاب..) 91
16 ما معنى أصل يوم العذاب؟ 92
17 الأمر الأول مقامات الزهراء (ع) 95
18 أ - مقامها (ع) عند الله تعالى 97
19 ب - مقامها (ع) عند الملائكة 98
20 ج - مقامها (ع) عند الأنبياء والنبي محمد (ص) 98
21 د - مقامها (ع) عند الأئمة (ع) 99
22 ه‍ - مقامها (ع) عند العلماء والمحدثين 100
23 ت - مقامها (ع) يوم القيامة 106
24 الأمر الثاني: ظلامات فاطمة الزهراء (ع) 108
25 تمهيد 109
26 الظلم لغة 110
27 الظلم عرفا 111
28 الظلم شرعا 111
29 البحث الخامس فاطمة الزهراء (ع) وعلاقتها بأصول الدين 137
30 موانع تصحيح العقيدة 138
31 فاطمة (ع) وعلاقتها بالتوحيد 140
32 فاطمة (ع) وعلاقتها بالنبوة 146
33 فاطمة (ع) والعدل الإلهي 149
34 فاطمة (ع) وعلاقتها بالإمامة 153
35 في خلقتها النورانية 160
36 في بدء خلقتها 161
37 في عرض ولايتها على الأشياء 162
38 في سبق دخولها الجنة 162
39 في كونها (ع) في حظيرة القدس 162
40 في جواز دخولها (ع) مسجد النبي 163
41 في سكونتها معهم في الجنة 163
42 في كونها ركنا لعلي (ع) 163
43 في إصابة نور الله لها 164
44 في كونها خير خلق الله تعالى 164
45 في إختيار الله تعالى إياها على النساء 164
46 في وجوب إطاعتها على الكائنات 165
47 في ركوبها يوم القيامة 166
48 في تكلمها في بطن أمها 166
49 في كونها تحت قبة العرش 167
50 في ثواب السلام عليها 167
51 في نزول حنوطها من الجنة 168
52 اشتراكها معهم في الحرب والسلم 168
53 اشتراكها معهم في تكون الميزان 170
54 اشتراكها معهم في قصة سفينة نوح (ع) 170
55 توسل زكريا بها (ع) 171
56 تحية الله تعالى إياها معهم بتفاحة 172
57 عرض حبها على البرية 172
58 اشتراكها معهم في الصلوات 172
59 فاطمة (ع) والمعاد 175
60 فاطمة (ع) وحديث الكساء الشريف 181
61 البحث السادس حديث الكساء الشريف 183
62 فاطمة (ع) وحديث الكساء الشريف 185
63 الوقفة الأولى: حديث الكساء وآية التطهير 186
64 مفهوم أهل البيت عند أهل اللغة 187
65 الوقفة الثانية: سند هذا الحديث 197
66 الوقفة الثالثة: مضامين هذا الحديث المختلفة 198
67 البحث السابع فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين 209
68 البحث الثامن فاطمة (ع) العلة الغائية 231
69 يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك 231
70 ولولا علي لما خلقتك 235
71 ولولا فاطمة لما خلقتكما 236
72 البحث التاسع فاطمة (ع) والولاية التكوينية 243
73 المقام الأول: إمكان وقوع الولاية التكوينية 250
74 المقام الثاني: الولاية التكوينية لفاطمة (ع) 260
75 الولاية التكوينية بأذن الله تعالى 261
76 البحث العاشر فاطمة (ع) أم أبيها 271
77 البحث الحادي عشر فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء (ع) 285
78 تشريع التسبيح 288
79 كيفية التسبيح 293
80 التسبيح من شعائر الدين 298
81 الشعار وحامله 300
82 الزهراء (ع) تعلمت التسبيح من النبي (ص) 302
83 البحث الثاني عشر معرفة فاطمة (ع) 315
84 مستويات معرفة فاطمة (ع) 320
85 المستوى الأول: المعرفة التاريخية لها (ع) 322
86 ولادة فاطمة (ع) 322
87 تحقيق وتبيين 327
88 شهادة الصديقة فاطمة (ع) 328
89 الهموم المتراكمة 329
90 العيادة المبغوضة 331
91 وصية فاطمة (ع) 332
92 لحظات عمرها الأخيرة 334
93 التشييع والدفن 335
94 وقوف الإمام (ع) على قبرها 336
95 تاريخ وفاتها 338
96 المستوى الثاني: المعرفة المناقبية لها (ع) 341
97 معاجزها في حياتها (ع) 341
98 أخلاقها (ع) 353
99 المستوى الثالث: المعرفة العلمية والفكرية لها (ع) 357
100 الأمر الأول 358
101 الأمر الثاني 359
102 الأمر الثالث 361
103 المستوى الرابع: المعرفة النورانية لها (ع) 363
104 البحث الثالث عشر فاطمة (ع) وليلة القدر 369
105 البحث الرابع عشر فلسفة أسماء فاطمة الزهراء (ع) 381
106 معاني أسماء فاطمة الزهراء (ع) 387
107 1 - فاطمة (ع) 387
108 2 - الصديقة 396
109 3 - المباركة 398
110 4 - الطاهرة 406
111 5 - الزكية 409
112 6 - الراضية 409
113 7 - المرضية 412
114 8 - المحدثة 413
115 مصحف فاطمة 418
116 مصحف فاطمة في الأحاديث الشريفة 420
117 9 - الزهراء 423
118 10 - البتول 427
119 البحث الخامس عشر فدك عنوان الولاية 439
120 إخراج عمال فاطمة (ع) من فدك 442
121 خطأ الخليفة الأول 443
122 بطلان دعوى عدم توريث الأنبياء (ع) 445
123 الخطبة الفدكية إحتجاج فاطمة الزهراء (ع) على القوم لما منعوها فدك 470
124 كلامها (ع) مع نساء المهاجرين والأنصار 501
125 أهداف خطبة الزهراء (ع) 507
126 البحث السادس عشر فاطمة (ع) وعلاقتها بالحسين (ع) 519
127 الولادة الميمونة 520
128 إخبار فاطمة (ع) بقتل الحسين (ع) 520
129 أول مأتم عقد للحسين (ع) 523
130 حب فاطمة (ع) للحسين (ع) 524
131 الحسين (ع) وحجر فاطمة (ع) 524
132 فاطمة (ع) يوم القيامة 526