البحث الحادي عشر فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الشعائر الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم هي شعيرة التسبيح، تلكم الشعيرة التي تزيد في إيمان الإنسان وتضيف عليه هالة من النورانية عبر أداء هذه الركيزة الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم في كثير من آياته المباركة فقد جاء في قوله تعالى * (وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) * ليؤكد على هذه الحقيقة الخالدة التي أثبتها الله تبارك وتعالى لجميع الأشياء، فالكون يسبح والنجوم تسبح في مداراتها الغارقة في أعماق الفضاء والشجر والنباتات والحيوانات بكل صنوفها تشترك في هذا الموكب الرهيب الذي يثير الدهشة ويجتذب القلوب، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: * (والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه) * (1).
وأيضا قوله تعالى: * (فسبح باسم ربك العظيم) *.. أي نزه الله سبحانه عن السوء، والشرك وعظمه بحسن الثناء عليه، ومعناه أيضا نزه اسمه عما لا يليق به.. فلا تضف إليه صفة نقص أو عملا قبيحا.. ومعناه أيضا قولوا سبحان ربي العظيم.. والعظيم في صفة الله تعالى معناه كل شئ سواه يقصر عنه فإنه القادر العالم الغني الذي لا يساويه شئ ولا يخفى عليه شئ جلت آلاؤه وتقدست أسماؤه.
وورد في التفسير المروي في هذه الآية المباركة: أي فبرئ الله تعالى مما يقولون في وصفه، ونزهه عما لا يليق بصفاته، وقيل معناه قل سبحان (الله) ربي العظيم، فقد صح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لما نزلت هذه الآية قال " اجعلوها في ركوعكم " وراجع في ذلك تفسير مجمع البيان ليتضح لك الحال والبيان.
ولقد ورد في القرآن الكريم عدة ألفاظ للتسبيح فتارة يأتي على نحو صيغة الأمر تسبح وتارة أخرى بصيغة الماضي أو الحاضر.. يسبح.. تسبح.. وسبحان الله.. وهذا