الملائكة لأناس ليسوا بأنبياء كانت متسالمة وما شذ عنها إلا من يدعي الزور والبهتان ضد الشيعة، فالأمم الماضية وقع فيها هذا الأمر وهذا ما ظهر لنا من خلال القرآن الكريم حيث أوحى الله إلى الحواريين وإلى الملائكة وإلى النحل وإلى أم موسى...
مصحف فاطمة وعلى هذا الأساس كان مصحف فاطمة سلام الله عليها، هذا المصحف الذي أثاروا عليه الأقاويل الباطلة التي ليس لها أي حقيقة وأي برهان سوى أنهم اعتبروا إطلاق هذا المصحف على أنه قرآنا غير القرآن الموجودة حاليا وأنه عند الشيعة يخفونه تقية، وأمثال هذا الدعاوى الباطلة والتي لا تمت إلى الدين بصلة وكل دليلهم الذي اعتمدوا عليه هو أن لفظ المصحف يطلق على القرآن لذلك قالوا بأن مصحف فاطمة قرآن غير هذا القرآن الكريم المتداول الآن.
أما القول الصحيح في هذا المقام فبعد معرفة أن فاطمة سلام الله عليها كانت محدثة دون أن تكون نبية وحسب ما ورد من الاستدلال على هذه المسألة، فإن حديث الملائكة لها كان يكتب من قبل الإمام علي (عليه السلام) أو من قبل فاطمة نفسها سلام الله عليها وهذا ما يظهر من الأحاديث الآتية، أما مضمون هذا المصحف وماهيته وكيف نعطي القول الفصل فيه فهذا ما سيتبين من خلال بيان معنى لفظ المصحف، وماهية مضمون هذا المصحف وما فيه من العلم والأحداث والأمور الغيبية.
أما لفظ المصحف في صحاح اللغة:
ورد في كتاب لسان العرب: المصحف والمصحف الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف والكسر والفتح فيه لغة.
وفي المصباح المنير: والصحيفة قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه... والجمع صحف بضمتين وصحائف... والمصحف بضم الميم أشهر من كسرها.
وفي أقرب الموارد: المصحف اسم مفعول... وحقيقتها مجمع الصحف أو ما جمع منها بين دفتي الكتاب المشدود... وفيه لغتان أخريات وهما المصحف والمصحف جمع